في عام 2025 تتصدر الصين قائمة الدول الأكثر ابتكارًا في العالم متفوقة على ألمانيا التي كانت تُعتبر لفترة طويلة رائدة في هذا المجال حيث تعكس هذه النقلة الكبيرة التغيرات السريعة في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي مما يعزز من قدرة الصين على تحقيق تقدم ملحوظ في الابتكارات الصناعية والتكنولوجية كما أن استثماراتها الضخمة في التعليم والبحث تسهم بشكل كبير في تطوير الأفكار الجديدة وتطبيقها على أرض الواقع مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في السعي نحو مستقبل أكثر ابتكارًا وتقدمًا في مختلف القطاعات العالمية.
الصين تتفوق على ألمانيا في تصنيف الابتكار العالمي
في خطوة مثيرة، تمكنت الصين من إزاحة ألمانيا من المركز العاشر في التصنيف العالمي للابتكار، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة الذي نُشر مؤخرًا، حيث أشار التقرير إلى أن ستة من بين الدول العشر الأكثر ابتكارًا في العالم هي دول أوروبية، بينما دخلت الصين التصنيف لأول مرة في تاريخها، مما يعكس التغيرات الكبيرة في مشهد الابتكار العالمي.
سويسرا تتصدر، والصين تسجل تقدمًا ملحوظًا
احتلت سويسرا المرتبة الأولى في هذا التصنيف، وهو المركز الذي حافظت عليه منذ عام 2011، تلتها السويد والولايات المتحدة في المركزين الثاني والثالث، بينما جاءت كوريا الجنوبية وسنغافورة والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا والدنمارك في المراكز التالية، لتحتل الصين المركز العاشر، في حين تراجعت ألمانيا إلى المركز الحادي عشر، مقارنةً بالمركز التاسع في العام الماضي، مما يشير إلى التحولات الكبيرة في القوة الابتكارية للدول.
الابتكار في الدول النامية: فرص وتحديات
أظهر تقرير مؤشر الابتكار العالمي 2025 أن هناك أداءً قويًا في الاقتصادات ذات الدخل المتوسط مثل الصين والهند وتركيا وفيتنام، حيث تستمر هذه الدول في الصعود في التصنيف، كما سلط التقرير الضوء على الدول مثل السنغال وتونس وأوزبكستان ورواندا، التي تبرز كدول ذات أداء متفوق في الابتكار الديناميكي، على الرغم من أن التقرير أشار إلى انخفاض نمو البحث والتطوير إلى أبطأ وتيرة له منذ الأزمة المالية العالمية، حيث لم تتعافَ صفقات رأس المال الاستثماري العالمية من التباطؤ الحاد في عام 2023، مما يعكس تحديات كبيرة في هذا المجال.
الابتكار والتكنولوجيا: الآفاق المستقبلية
على الرغم من هذه التحديات، لا يزال الابتكار يشهد تقدمًا في مجالات متعددة، حيث تُسجل الحواسيب العملاقة الخضراء أرقامًا قياسية جديدة في الكفاءة، كما أن أسعار البطاريات تنخفض مما يُسرّع من عملية التحول نحو الطاقة النظيفة، وتزدهر السيارات الكهربائية وتقنيات الجيل الخامس والروبوتات، على الرغم من تفاوت هذا التقدم بين المناطق، وفي الوقت نفسه، فإن تكلفة تسلسل الجينوم في انخفاض مستمر، مما يفتح الأبواب أمام الطب الشخصي والبحوث البيولوجية، لكن التقرير أشار أيضًا إلى انخفاض موافقات الأدوية بنسبة 19%، مما يعكس التعقيدات المرتبطة بالابتكار الدوائي.
بشكل عام، على الرغم من أن التقدم التكنولوجي لا يزال قويًا في معظم المجالات، إلا أن هناك إشارات تدل على أن زخم التبني يتباطأ، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الابتكار واستدامته في السنوات القادمة.
التعليقات