في إحدى الحلاقات الصغيرة التي تعج بالحياة كان هناك حلاق معروف بمهارته وشغفه بعمله ورغم أنه مُصاب بسرطان نادر إلا أن ذلك لم يمنعه من تقديم أفضل الخدمات لزبائنه وفي يوم من الأيام جاء إليه زبون يعاني من مشكلة صحية غامضة ولم يكن يعلم أنه يحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة فبفضل ملاحظاته الدقيقة واهتمامه الكبير استطاع الحلاق أن ينقذ حياة زبونه من خلال نصيحته بزيارة الطبيب مما ساهم في اكتشاف مرضه في الوقت المناسب وهذا الموقف أظهر كيف أن الأمل والتفاني يمكن أن يتجلى في أبسط المهن وكيف أن العلاقات الإنسانية يمكن أن تحدث فارقاً حقيقياً في حياة الآخرين.

حلاق ينقذ حياة شاب مراهق في بريطانيا

في حادثة إنسانية مؤثرة، أنقذ حلاق في بريطانيا حياة شاب مراهق بعد اكتشافه ورمًا صغيرًا في رقبته أثناء قص شعره، والذي تبين لاحقًا أنه مصاب بسرطان نادر في الجهاز اللمفاوي، حيث أعرب الحلاق عن فخره بهذا الاكتشاف الذي ساهم في إنقاذ حياة الشاب.

تفاصيل الاكتشاف المفاجئ

فرات داود أوغلو، الحلاق الذي يعمل في صالون "إم جي" التركي في مدينة لودلو، لاحظ كتلة غير طبيعية في رقبة الشاب أوين، الذي يبلغ من العمر 17 عامًا، أثناء تقديم خدمة قص الشعر له، وبفضل هذا الاكتشاف، خضع الشاب للفحوصات الطبية، ليكتشف أنه مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين"، وهو نوع نادر من السرطان يصيب الجهاز الليمفاوي، وفقًا لتقارير BBC.

يقول داود أوغلو: "نستطيع رؤية وجوهنا، وصدورنا، وأذرعنا، لكننا لا نستطيع رؤية رؤوسنا أو أعناقنا"، ويضيف: "إذا كنتَ زبونًا دائمًا، فأنتَ تعرفه جيدًا، وإذا لاحظتَ شيئًا مختلفًا، يمكنكَ الإبلاغ عنه"، مشيرًا إلى أنه لاحظ انتفاخًا في الجانب الأيمن من رقبة الشاب، الأمر الذي دفعه للتحدث معه ونصحه بزيارة الطبيب.

لحظة الشكر والتقدير

بعد حوالي 5 أو 6 أشهر من هذا الاكتشاف، عاد الشاب أوين إلى الصالون مع والده، ورغم أن المحل كان مغلقًا، إلا أنهم جاءوا لشكر داود أوغلو، حيث فقد الشاب شعره بسبب العلاج الكيميائي، لكنه بدأ في استعادة شعره مرة أخرى، وما زال يتردد على الصالون.

يقول الحلاق: "تذكرتُ والدتي أولًا، لأننا اكتشفنا إصابتها بالسرطان في المرحلة الأخيرة، ولم نستطع فعل أي شيء"، مما يعكس مدى أهمية الوعي الصحي ودور الأفراد في إنقاذ حياة الآخرين، ويعزز فكرة أن الرعاية والاهتمام يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الأشخاص.