الشيخ خالد الجندي يعتبر من أبرز العلماء الذين يسلطون الضوء على التراث الإسلامي ومن خلال حديثه عن أبو هريرة الذي يُعد أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية يتضح لنا كيف كانت حياة هذا الصحابي مليئة بالعلم والتعلم فقد كان أبو هريرة يحفظ الأحاديث وينقلها بدقة إلى الأجيال اللاحقة مما ساهم في توثيق السنة النبوية وتعزيز مكانتها في قلوب المسلمين كما أن الشيخ خالد الجندي يبرز أهمية هذه الروايات في فهم الدين وتطبيقه في حياتنا اليومية ويحث على ضرورة دراسة السيرة النبوية وأحاديث الصحابة لنستفيد من كنوز المعرفة التي تركوها لنا.
أبو هريرة: عالِم الصحابة وراوي الأحاديث
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الصحابي الجليل أبو هريرة كان من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى، حيث يُعتبر مسند الصحابة بلا منازع، وقد روى أكثر من 5300 حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا العدد الكبير يعكس مكانته العظيمة في نقل السنة النبوية، مما يجعله أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي.
حرص أبو هريرة على نقل الأحاديث
أوضح الشيخ الجندي، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع على قناة «dmc»، أن بعض الأحاديث رواها أبو هريرة مباشرة عن النبي، بينما سمع البعض الآخر من كبار الصحابة مثل أبي بكر وعمر وأبي بن كعب رضي الله عنهم، وأشار إلى أن الإمام البخاري روى في صحيحه أن أبا هريرة قال: «ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب»، وهذا يدل على حبه الشديد للعلم وحرصه على نقل الحديث.
فضل الصحابي الجليل في الحديث
وأشار الشيخ الجندي إلى أن سرّ حفظ أبي هريرة وقوة ذاكرته يعود إلى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له بالحفظ، وقد أصبح من أحفظ الصحابة وأكثرهم ملازمة للنبي، حيث لم يكن يملك أرضًا أو تجارة، بل كانت يده مع يد النبي يدور معه حيث دار حتى وفاته، وهذا ما جعله ينقل للأمة هذا الكم الكبير من الأحاديث، كما أثنى النبي عليه لحرصه على الحديث، مستشهدًا بما رواه البخاري عن أبي هريرة حين قال: «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه».
تقدير الصحابة لأبي هريرة
أكد الشيخ الجندي أن كبار الصحابة رضي الله عنهم كانوا يثنون على أبي هريرة لحفظه وملازمته للنبي ليل نهار، حتى قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: «يا أبا هريرة، كنت ألزمنا لرسول الله، وأعلمنا بحديثه»، كما قال طلحة بن عبدالله: «لا أشك أن أبا هريرة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع»، لأنه كان دائم الصحبة لرسول الله بينما كان الآخرون منشغلين بأعمالهم وتجارتهم.
التعليقات