تشهد منصات السوشيال ميديا و«يوتيوب» عودة قوية للسباعيات القديمة التي جذبت انتباه الجمهور في الماضي حيث تساهم هذه العودة في إحياء الذكريات الجميلة وتقديم محتوى مميز يجمع بين الترفيه والفن ويعزز من تفاعل المشاهدين مع الأعمال الفنية الكلاسيكية كما أن هذه السباعيات تعكس تطور صناعة السينما والتلفزيون وتفتح المجال أمام الأجيال الجديدة لاكتشاف كنوز الماضي من خلال مشاهدتها بسهولة ويسر على المنصات الرقمية ما يساهم في تعزيز الثقافة الفنية ويجعلها متاحة للجميع في أي وقت.

تشهد الدراما المصرية في الآونة الأخيرة عودة ملحوظة إلى زمن "السباعيات"، تلك الأعمال التي ارتبطت بجمهور السبعينيات والثمانينيات، وشكلت حجر الأساس في انطلاقة الدراما التلفزيونية. لقد كانت السباعيات بمثابة تجربة فريدة، حيث قدمت قصصًا مميزة في سبع حلقات فقط، مما أتاح لها تقديم أحداث مكثفة وسريعة، وجعلها أكثر قربًا من المشاهد.

السباعيات.. مدرسة الدراما الأولى

تتميز فكرة السباعيات بقدرتها على تقديم عمل درامي متكامل في عدد محدود من الحلقات، وهو ما ساهم في تكثيف الأحداث وتقديمها بشكل أكثر تشويقًا. في تلك الحقبة، تنوعت الأعمال بين خماسيات وسباعيات، بالإضافة إلى مسلسلات تتراوح بين 12 و13 حلقة، ويرجع ذلك إلى الظروف الإنتاجية والفنية في ذلك الوقت، حيث كانت الأجهزة المستخدمة في التصوير بدائية والميزانيات محدودة. رغم تلك التحديات، استطاعت السباعيات أن تبرز طاقات إبداعية جديدة في الكتابة والإخراج والتمثيل، وكانت منصة انطلاق للعديد من النجوم الذين تركوا بصماتهم في تاريخ الفن.

عودة السباعيات القديمة

من أبرز الأعمال في تلك الفترة مسلسل "الأيام" (1979) الذي جسد فيه الفنان أحمد زكي شخصية عميد الأدب العربي طه حسين، ورغم أن العمل جاء في 13 حلقة، إلا أنه يعكس قيمة تلك التجارب وأهميتها. كما تميزت السباعيات بتنوع موضوعاتها، حيث قدمت قصصًا في مجالات الجريمة والغموض والإثارة، بالإضافة إلى الأعمال الاجتماعية والإنسانية والكوميدية.

عودة على السوشيال ميديا

مع تقدم التكنولوجيا وازدهار المنصات الرقمية، بدأ الجمهور في اكتشاف هذه الأعمال القديمة من جديد عبر يوتيوب وصفحات فيسبوك، حيث تنشط العديد من المجموعات في إعادة نشرها والترويج لها باعتبارها أعمالًا خالدة لا تُنسى. هذا الاهتمام فتح المجال لجيل جديد لم يعاصر تلك الحقبة للتعرف على قيمة السباعيات ورونقها المختلف عن الدراما الطويلة، مما يعكس رغبة الجمهور في العودة إلى الأعمال ذات الجودة العالية والمحتوى المميز.

عودة السباعيات القديمة

نبيلة عبيد و«جذوة».. عودة معاصرة

في إطار هذه العودة، تستعد النجمة نبيلة عبيد للظهور مجددًا على الشاشة من خلال مسلسل سباعي جديد بعنوان "جذوة"، والذي يعد بمثابة إحياء لصيغة السباعيات بروح معاصرة. تدور أحداث المسلسل بين مصر والسعودية في إطار من التشويق والغموض والفانتازيا، بما يعكس التغيرات في ذائقة الجمهور الذي يميل إلى الأعمال القصيرة المكثفة بدلاً من المسلسلات الطويلة.

عودة السباعيات القديمة

بهذه الطريقة، يبدو أن الدراما المصرية تستعيد بريقها من خلال العودة إلى الجذور، مع تقديم محتوى يتناسب مع الأذواق المعاصرة، مما يعزز من مكانتها في قلوب المشاهدين.