بعد هجماتها على غزة قررت إسبانيا مقاطعة مسابقة غنائية دولية حال مشاركة إسرائيل في هذا الحدث الذي يجمع فنانين من مختلف أنحاء العالم ويعكس التنوع الثقافي والفني الذي يسعى الجميع لإبرازه ورغم أهمية الفنون في تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب إلا أن الأوضاع السياسية تؤثر بشكل كبير على القرارات الثقافية التي تتخذها الدول مما يثير الجدل حول دور الفن في التعبير عن المواقف السياسية ويعكس هذا القرار موقف إسبانيا الرافض للعنف ويظهر التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته الحالية ويعزز من أهمية الفنون كوسيلة للتعبير عن القضايا الإنسانية.
إسبانيا تعلن انسحابها من مسابقة الأغنية الأوروبية 2026 بسبب مشاركة إسرائيل
أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية الرسمية «RTVE» اليوم قرارها بالانسحاب من مسابقة الأغنية الأوروبية لعام 2026 في حال استمرت مشاركة إسرائيل، وتعتبر إسبانيا بذلك أول دولة من بين الدول الخمس الكبرى في المسابقة، والتي تتضمن أكبر خمس دول مساهمة، تعلن هذا القرار، بحسب ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية.
تأتي هذه الخطوة بعد تصريحات وزير الثقافة الإسباني، إرنست أورتاسون، الذي أكد ضرورة انسحاب إسبانيا من المسابقة إذا لم يتم استبعاد إسرائيل، حيث وصف مشاركة إسرائيل بأنها غير مقبولة، مشيرًا إلى أن الفعاليات الثقافية، مثل مسابقة يوروفيجن، تعكس صورة البلاد، وهذا ما يتطلب اتخاذ موقف واضح تجاه القضايا الإنسانية.
موقف إسبانيا من السياسات الإسرائيلية
يأتي قرار الانسحاب بعد سلسلة من الانتقادات التي طالت مشاركة إسرائيل في المسابقة بسبب الأوضاع في غزة، حيث وقع أكثر من 70 متسابقًا سابقًا في يوروفيجن رسالة مفتوحة تطالب بمنع إسرائيل وهيئة البث الوطنية «كان» من المشاركة، وأعرب المغني النمساوي جي جي، الفائز بمسابقة العام الماضي، عن دعمه لهذا الموقف، مما يعكس تزايد الضغوط الدولية على هذا الموضوع.
يُذكر أن اتحاد الإذاعات الأوروبية قد أكد سابقًا أنه يعتقد أن المنافسة يجب أن تبقى محايدة سياسيًا، وبالتالي لن يستبعد إسرائيل من المنافسة، ومع ذلك، فإن الموقف الإسباني يعكس تزايد الوعي والاحتجاجات ضد السياسات الإسرائيلية، كما أشار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى أهمية عدم وجود معايير مزدوجة في الثقافة، حيث لا يمكن السماح بمشاركة أي دولة في الفعاليات الثقافية في ظل انتهاكات حقوق الإنسان.
مستقبل المسابقة وتحدياتها
من المقرر أن تُقام النسخة السبعين من مسابقة يوروفيجن في فيينا، النمسا، في مايو 2026، حيث ستُعقد المباراة النهائية في 16 مايو، بعد نصف النهائي في 12 و14 من نفس الشهر، ويبدو أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية قد تلقت اقتراحات بشأن إمكانية الانسحاب المؤقت أو المشاركة تحت علم محايد، مما يزيد من تعقيد المشهد الحالي للمسابقة.
في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على إسرائيل للمقاطعة، يبدو أن الهيئة المنظمة للمسابقة ستواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على مصداقيتها أمام الانتقادات المتزايدة، مما يطرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه القضايا الحساسة في المستقبل.
التعليقات