نادي أدب بورسعيد يحتفي بذكرى الموسيقار الراحل سيد درويش في فعالية مميزة تجمع محبي الفن والموسيقى حيث يتم استعراض إسهاماته الكبيرة في تطوير الأغنية المصرية وتقديم التراث الفني الأصيل الذي تركه لنا سيد درويش والذي يعد رمزًا من رموز الإبداع في مصر ويستمتع الحضور بأجمل الألحان التي أبدعها هذا الفنان الكبير مما يعيد إلى الأذهان ذكريات جميلة ويعزز من أهمية الفنون في حياتنا اليومية ويشجع الأجيال الجديدة على استلهام إبداعاته ويدعو الجميع للاحتفاء بهذا الإرث الثقافي الغني الذي يستحق التقدير والاحترام.
في رحاب ذكرى رحيل فنان الشعب سيد درويش
عقد نادي أدب قصر ثقافة بورسعيد، مساء الثلاثاء، لقاءً أدبيًا مميزًا تحت عنوان "في رحاب ذكرى رحيل فنان الشعب سيد درويش"، حيث أدار اللقاء الأديب محمد خلف، والشاعر محمد فاروق رئيس نادي أدب بورفؤاد، وذلك في إطار البرنامج الثقافي والأدبي لقصر ثقافة بورسعيد، بإدارة رانيا شريف وإشراف مسؤولة النادي أميرة حامد.
استهل الشاعر السيد عبدالفتاح، رئيس النادي، الأمسية بكلمة ترحيبية، حيث أكد التزام المجلس بدعم المواهب الجديدة، والعمل على ربط جيل الرواد بالأجيال الصاعدة، مما يعكس أهمية استمرار الفنون الأدبية في تعزيز الهوية الثقافية. عقب ذلك، قدم مدير الندوة، الأديب محمد خلف، نبذة عن السيرة الذاتية للفنان سيد درويش، الذي لا تزال ألحانه حية في المسارح والذاكرة الشعبية، إذ أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مخزون الأغاني الوطنية والاجتماعية في مصر.
أثر سيد درويش في الموسيقى المصرية
تأتي هذه الفعالية ضمن برنامج وزارة الثقافة لإحياء ذكرى رحيل الفنان سيد درويش، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان. يُذكر أن سيد درويش، ابن محافظة الإسكندرية، وُلد عام 1892، وتعلم الإنشاد الديني، ثم أحدث ثورة موسيقية لا تزال بصماتها حاضرة حتى اليوم، حيث ارتبط اسمه بالنهضة الوطنية والثقافية، وغنى للحرية والناس. ورغم رحيله المبكر عام 1923، يُعتبر مؤسسًا لمدرسة الموسيقى المصرية الشعبية الحديثة، وأثره واضح في أجيال من الموسيقيين مثل محمد عبدالوهاب وزكريا أحمد.
أعمال سيد درويش تتضمن العديد من الأناشيد الوطنية مثل "قوم يا مصري" و"بلادي بلادي" (النشيد الوطني لمصر)، بالإضافة إلى الألحان المسرحية لأكثر من 30 عملاً، من بينها "العشرة الطيبة" و"شهرزاد". وقد أشار محمد خلف إلى أن أغانيه لامست هموم الناس، مثل الغلاء وحقوق الإنسان، ونتيجة لبساطة ألحانه وعمق عباراته، تحولت كثير من مقطوعاته إلى هتافات شعبية أثناء احتجاجات 1919، مما جعله صوتًا يعبر عن مشاعر الجماهير ويعلن الهوية الوطنية بأسلوب موسيقي مباشر.
تفاعل الأدباء والشعراء في الندوة
شهدت الندوة حضور نخبة من الشعراء والأدباء الذين قدموا قراءات شعرية وقصصية ثرية، من بينهم محمد رؤوف، عادل الشربيني، وغادة أبوعيد. كما تناولت القراءات الأدبية بالنقد والتحليل كلا من الشاعر محمد فاروق والأديب الناقد أسامة المصري، بالإضافة إلى السيناريست عبدالفتاح البيه. تضمنت المناقشات أيضًا الحديث عن تطور الأشكال الأدبية، مثل قصيدة النثر والشعر العامي والفصيح، وأهمية التنوع في إثراء الحركة الثقافية، مما يعكس التزام إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة د. شعيب خلف، ومدير فرع ثقافة بورسعيد، وسام العزوني، بتعزيز الفنون الأدبية والثقافية في المجتمع.
التعليقات