زي النهارده في 17 سبتمبر 1948 وقع حدث تاريخي مؤلم حيث اغتيل الكونت برنادوت الذي كان يسعى لتحقيق السلام في فلسطين كان يعمل على إنهاء النزاع بين العرب واليهود من خلال مبادراته الدبلوماسية وقد أُطلق عليه الرصاص أثناء محاولته التوسط من أجل الوصول إلى حل عادل يضمن حقوق الجميع في تلك الفترة العصيبة من التاريخ الفلسطيني حيث ترك اغتياله آثارا عميقة في الساحة السياسية وأثر على مساعي السلام في المنطقة مما جعل تلك اللحظة علامة فارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتذكيراً بأهمية الدبلوماسية في تحقيق السلام الدائم.
الكونت فولك برنادوت: الوسيط السويدي الذي سعى للسلام
في يناير من عام 1895، وُلد في ستكهولم الكونت فولك برنادوت، الذي ينتمي للعائلة الملكية السويدية كأصغر أبناء الملك أوسكار الثاني، وقد حظي الكونت بسمعة طيبة في الأوساط الأوروبية، مما أهله للقيام بمهمة تاريخية في عام 1945، حيث نقل عرض الاستسلام الألماني إلى الحلفاء، وشارك في عمليات تبادل الأسرى خلال الحرب العالمية الثانية.
دوره في النزاع الفلسطيني
بعد قرار تقسيم فلسطين، تفاقمت المواجهات بين اليهود والعرب، مما دفع منظمة الأمم المتحدة لاختيار الكونت برنادوت ليكون وسيطًا بينهم في 20 مايو 1948، ليصبح بذلك أول وسيط دولي في تاريخ المنظمة. وفي 11 يونيو من نفس العام، استطاع برنادوت تحقيق الهدنة الأولى في فلسطين، وقدم عدة اقتراحات للأمم المتحدة في 27 يونيو، والتي أثارت حفيظة الجانب اليهودي.
اقتراحات برنادوت للسلام
تضمنت اقتراحات الكونت برنادوت إنشاء اتحاد بين العرب واليهود في فلسطين، على أن يتم تحديد الحدود وفقًا لما يقدمه الوسيط، مع ضمان حماية الحقوق المدنية للأقليات، وإدارة شؤونهم الدينية. كما اقترح تنظيم الهجرة اليهودية بشكل دولي، للحفاظ على التوازن بين الطرفين، مع التأكيد على أن تبقى القدس تحت السيادة العربية. ومع ذلك، قوبلت هذه الاقتراحات برفض شديد من بعض الفصائل اليهودية، مما أدى إلى اتخاذ قرار باغتياله في 17 سبتمبر 1948، حيث أُطلق عليه النار في القدس، ليفارق الحياة عن عمر يناهز 53 عامًا.
تظل قصة الكونت فولك برنادوت رمزًا للجهود الدولية الساعية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتبرز أهمية الوساطة في النزاعات المعقدة.
التعليقات