في الآونة الأخيرة، أثارت حقيقة ظهور طائرة إسرائيلية في قاعدة حميميم الجوية بسوريا الكثير من التساؤلات والجدل بين المتابعين للشأن السوري والعربي حيث تعتبر قاعدة حميميم مركزاً عسكرياً روسياً مهماً في المنطقة مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا ويعكس التوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية والدولية كما أن هذا الظهور يعكس مدى التداخل بين العمليات العسكرية الإسرائيلية والوجود الروسي في سوريا الأمر الذي يثير القلق حول مستقبل المنطقة ويجعل المتابعين يتساءلون عن الأبعاد الاستراتيجية لهذا الحدث وأثره على الصراع المستمر في البلاد.
صورة مضللة لطائرة إسرائيلية في قاعدة حميميم الجوية
تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي إكس صورة ادُعِي أنها توثق ظهور طائرة إسرائيلية في قاعدة حميميم الجوية التابعة لروسيا، الواقعة في منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية غربي سوريا، وقد أثار هذا الادعاء تفاعلاً واسعاً بين المستخدمين، حيث رصد فريق تدقيق المعلومات بإقرأ نيوز أن الصورة حققت أكثر من 139 ألف مشاهدة، بالإضافة إلى نحو 675 إعجاباً و79 مشاركة، مما يعكس مدى انتشار المعلومات المضللة في وسائل التواصل الاجتماعي.
تدقيق الصورة وكشف الحقائق
بعد إجراء البحث العكسي على الصورة المتداولة، تبين لفريق التدقيق أنها مضللة، حيث وُجد أن الصورة لا تعود لطائرة إسرائيلية في قاعدة حميميم، بل تعود لمطار فوكيت الدولي في تايلاند، حيث قام أحد المستخدمين بنشر الصورة على موقع إنستجرام قبل أربعة أيام من تداولها على إكس. من خلال مراجعة التفاصيل الجغرافية للصورة، تم اكتشاف تطابق واضح مع معالم المطار، مثل الظلال والنقاط السوداء التي تشير إلى وجود طائرة أخرى بجوار الطائرة الإسرائيلية، بالإضافة إلى تطابق المباني والأشجار في الصورتين.
السياق السياسي والتطورات الأمنية
تزامن تداول هذا الادعاء مع معلومات تفيد بقرب توقيع اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، والذي قد يتضمن العودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 أو صيغة مشابهة، حيث تسعى السلطات السورية لتسريع المحادثات تحت ضغط أميركي، بهدف استعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل مؤخراً. وقد أشارت المصادر إلى أن التوصل إلى اتفاق متواضع سيكون إنجازاً، على الرغم من موقف إسرائيل المتشدد في المحادثات، وموقف سوريا الضعيف بعد أعمال العنف الطائفية في الجنوب.
في الختام، يجب على المستخدمين توخي الحذر عند تداول المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتحقق من مصادرها لضمان عدم انتشار الأخبار المضللة، خاصة في ظل الأوضاع السياسية الحساسة في المنطقة.
التعليقات