في إحدى الأيام، كانت سيدة سبعينية تتوجه إلى مستشفى التأمين في الدقي لتجري عملية مياه بيضاء كانت تأمل أن تعيد لها بصرها وتعيد لها ذكريات جميلة من حياتها بعد العملية، ولكن ما حدث كان مأساة حقيقية، فقد خرجت من المستشفى ولم تعد قادرة على رؤية أي شيء، كانت تشعر بالضياع والقلق بعد أن كانت داخل المستشفى تمشي وتستمتع برؤية الألوان والأشكال، ولكنها الآن تواجه تحديات جديدة في حياتها، حيث أصبحت تعتمد على الآخرين في كل شيء، مما جعلها تشعر بالعزلة وفقدان الأمل، هذه القصة تذكرنا بأهمية الرعاية الصحية الجيدة وضرورة متابعة الحالات بعد العمليات الجراحية، فكل تفصيل صغير قد يكون له تأثير كبير على حياة المرضى.

رحلة عطيات حكيم: من الأمل إلى العتمة في مستشفى التأمين بالدقي

عند عتبة السبعين، كانت عطيات حكيم تأمل أن تعيد لها عملية بسيطة صفاء نظرها، لكنها لم تكن تدرك أن تلك الرحلة داخل مستشفى التأمين الصحي في الدقي ستفتح جرحًا أكبر من العتمة التي غطت عينيها، تقول: “عيني الشمال كان فيها مياه بيضاء بتزيد يوم عن يوم، قررت أن أذهب لأعمل العملية لعلي أستعيد بصري”.

تروي عطيات تفاصيل ما تسميه “الكارثة” التي غيّرت حياتها، حيث كانت تتردد بين قلق وقرار، وتذكر أنها سمعت تحذيرات قبل دخولها المستشفى، حيث قابلت سيدة في الطوارئ نصحتها بعدم إجراء العملية هناك، لكن لم يكن أمامها خيارات كثيرة، وعندما سألت الأطباء عن إمكانية تحويلها لمستشفى آخر، كان الرد: “لا، العملية يجب أن تتم هنا”، ومع توقيع الأوراق الرسمية، بدأت خطواتها نحو ظلام دامس.

من غرفة العمليات إلى فقدان البصر

بعد ساعات من العملية، خرجت بعين مغطاة بالشاش، لم تشعر بالقلق، ظنت أن الأعراض طبيعية بعد الجراحة، لكن مع مرور الوقت، بدأت المفاجأة الثقيلة، حيث اكتشفت أن كل شيء حولها أصبح مظلمًا، لم يعد هناك نقطة نور، مما جعلها تعود إلى المستشفى في اليوم التالي، لتجد أن الأطباء ومدير قسم الرمد قد توقفوا عن العمل بسبب أزمة كبيرة تعاني منها المستشفى.

توجهت عطيات إلى مركز طبي خاص، حيث أخبرها الأطباء أن هناك ميكروبًا دخل عينها، واستمرت العملية ثلاث ساعات لتنظيف العين، لكن الصدمة كانت عندما قالوا لها: “العين خلاص راحت”، وتصف حالتها الآن بمرارة: “أنا مش شايفة بيها خالص، كل اللي عملوه ما رجّعش النور”.

المعاناة المستمرة والبحث عن العدالة

تعيش عطيات الآن في ظلام دامس، حيث أصبحت بحاجة إلى مساعدة في حياتها اليومية، وتقول: “الحياة اتشقلبت، لا أستطيع أن أطبخ أو أتحرك بمفردي، حتى المشي في الشارع أصبح خطرًا”. ترى أن ما حدث لم يكن مجرد خطأ فردي، بل إهمالًا ممنهجًا، وتتساءل: “كيف يمكن إدخال أكثر من 60 مريضًا في يوم واحد دون تعقيم كافٍ؟”.

تختتم عطيات حديثها بعبارات مؤلمة، حيث تعبر عن أملها في أن تأخذ العدالة مجراها، وتقول: “كنت داخلة المستشفى ماشية على رجلي وبشوف، خرجت مش شايفة حاجة، حياتي انتهت وأنا لسه عايشة”، وتؤكد أنها لن تتوقف عن المطالبة بحقها بالقانون، فكل ما تريده هو تحقيق العدالة.

«عطيات» فقدت نظرها بعد عملية «مياه بيضاء»
«عطيات» فقدت نظرها بعد عملية «مياه بيضاء» في مستشفى التأمين الصحي بالدقي- تصوير: محمد القماش