في أحد أحياء الدقي، يعيش مسن يروي قصة مؤلمة عن فقدان بصره بعد جراحة مياه بيضاء كان يأمل أن تعيد له نور عينيه ولكن الميكروب تغوّل في عينيه بعد العملية مما أدى إلى مضاعفات خطيرة تفاجأ بها الأطباء وبدأت رحلته مع الألم وفقدان الأمل في رؤية العالم من حوله مجددًا فكل لحظة تمر عليه كانت تذكره بتفاصيل تلك الجراحة التي كانت تبدو بسيطة في البداية لكنه لم يكن يعلم أن الميكروب سيغير مجرى حياته ويأخذ منه أغلى ما يملك وهو بصره فبدأت معاناته مع العزلة والاعتماد على الآخرين في أمور بسيطة كانت سهلة عليه سابقًا وتبقى قصته درسًا للعديد من الأشخاص حول أهمية العناية الصحية ومتابعة الأعراض بعد أي جراحة.

معاناة فرج: قصة مأساة بصرية بعد عملية مياه بيضاء

في منزله المتواضع، يجلس فرج محمد أحمد، البالغ من العمر 64 عامًا، على أريكة قديمة، يبدو عليه التعب الشديد، يمسك بعكاز خشبي، ويقلب بيد مرتعشة زجاجة دواء خاصة بعينيه، ثم يرفع رأسه ليقول: «دخلت المستشفى لأستعيد نظري، لكنني خرجت بلا رؤية، عيني راحت خلاص»، هذه الكلمات تعكس مأساة حقيقية يعيشها فرج بعد عملية بسيطة لإزالة المياه البيضاء.

يستذكر فرج كيف كانت رحلته العلاجية تتضمن العديد من الحقن، حيث أجرى العملية الأولى في مستشفى التأمين الصحي بالدقي، ليكتشف لاحقًا أنه يعاني من مضاعفات نتيجة دخول فيروس إلى عينه، حاولت المستشفيات مساعدته، ولكنه لم يجد أي فائدة، ويقول: «كنت أرى الدنيا بوضوح، وفجأة أصبحت أرى ضبابًا، وكلما زرت الأطباء كانوا يقترحون حقنًا جديدة، لكنني في النهاية فقدت بصري تمامًا، لماذا كل هذه المعاناة؟»

الأعباء المالية والمعاناة اليومية

مع تدهور حالته الصحية، أصبح فرج يعيش على معاش محدود لا يتجاوز بضع مئات من الجنيهات، بالكاد تكفيه للطعام، ولكنه مجبر على شراء قطرات طبية باهظة الثمن، ويقول: «أشتري أدوية وعلاجات بآلاف الجنيهات، كيف يمكن لرجل على المعاش تحمل هذا العبء؟»، ومع تزايد الأعباء المالية، يشعر فرج بأنه فقد استقلاليته، حيث لم يعد قادرًا على الخروج بمفرده لشراء احتياجاته، ويعتمد على مساعدة الآخرين في كل شيء، مما يزيد من شعوره بالانكسار والضعف.

دعوة للعدالة: حق فرج وحقوق المرضى

فرج ليس وحيدًا في معاناته، فقد تعرض عشرات المرضى لمصير مشابه في المستشفى ذاته، ويعتبر ما حدث كارثة طبية تتطلب محاسبة واضحة، ويقول: «كيف يمكن لمستشفى أن تستمر في إجراء العمليات بينما يتعرض الناس للعمى؟ يجب أن يكون هناك رقابة صارمة لمنع تكرار هذه الكارثة»، يطالب فرج بحقه في التعويض، ليس لنفسه فقط، بل حماية للآخرين من التعرض لنفس المصير.

يعيش فرج اليوم في انتظار العدالة، يراقب الساعة ببطء، منتظرًا موعد الدواء أو زيارة أحد أبنائه، ويقول: «لم أعد أريد شيئًا من الدنيا، كل ما أريده هو أن أحصل على حقي، ليس من أجل نفسي فقط، بل من أجل الذين سيأتون بعدي، كنت أرى، والآن أصبحت الدنيا مظلمة، هذه ليست حياة، إنها محنة».