رئيس المركز الفلسطيني للبحوث أكد أن الضغط الشعبي في أوروبا يلعب دوراً مهماً في تحريك الحكومات نحو اتخاذ مواقف أكثر وضوحاً ضد العدوان الإسرائيلي هذا الضغط يأتي من خلال التظاهرات والفعاليات التي ينظمها المواطنون في مختلف الدول الأوروبية حيث يعبرون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ويطالبون بوقف الانتهاكات مما يخلق ضغطاً على صانعي القرار لتحمل مسؤولياتهم والعمل على تحقيق العدالة والسلام في المنطقة هذه الديناميكية تعكس كيف يمكن للشعوب أن تؤثر في السياسة الدولية وتدفع الحكومات إلى اتخاذ خطوات فعالة تساهم في إنهاء الاحتلال وتحقيق الحقوق المشروعة للفلسطينيين.

تطورات موقف الاتحاد الأوروبي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة

أكد اللواء الدكتور محمد المصري، رئيس المركز الفلسطيني للبحوث، أن موقف الاتحاد الأوروبي يشهد تحولًا ملحوظًا في تعاطيه مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث بدأ العديد من الدول الأوروبية في اتخاذ خطوات فعلية تعكس استنكارها لهذه الأفعال، ومن بين هذه الخطوات منع شخصيات إسرائيلية متطرفة مثل بن غفير وسموتريتش من دخول أراضيها، بالإضافة إلى وجود تحركات لتعليق أجزاء من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وخاصة تلك المتعلقة بالسلع القادمة من المستوطنات.

تباين المواقف الأوروبية

رغم هذه التطورات، أشار المصري إلى أن اتخاذ قرار شامل من قبل الاتحاد الأوروبي ككتلة موحدة لا يزال غير مرجح، وذلك بسبب التباين في المواقف بين الدول الأعضاء، حيث تواصل دول مثل ألمانيا والمجر اتخاذ مواقف متحفظة أو رافضة لأي عقوبات جماعية ضد إسرائيل، وهذا يعكس التحديات التي تواجه الاتحاد في اتخاذ خطوات جماعية، إذ يتطلب النظام الداخلي للاتحاد الإجماع في اتخاذ مثل هذه القرارات، مما يجعل الوصول إلى توافق صعبًا.

أهمية الضغط الشعبي

شدد المصري على أن الإجراءات المتخذة، رغم أهميتها وتأثيرها، لن تكون كافية لوقف إسرائيل عن تنفيذ مشروعها القائم على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدًا أن الرد الحقيقي يكمن في التضامن الشعبي العالمي، وذكر أن الزخم الأوروبي الرسمي الحالي يعود بدرجة كبيرة إلى الضغط الشعبي داخل المجتمعات الأوروبية، داعيًا إلى ضرورة استمرار هذا الضغط وتوسيع نطاقه، من أجل كبح جماح إسرائيل، التي تتلقى دعمًا شبه حصري من الولايات المتحدة وبعض الدول الصغيرة، في وقت أصبح فيه المجتمع الدولي أكثر وعيًا بحجم الإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.