اليوم يشهد كوكبنا اقتراب كويكب ضخم من الأرض وهو من فئة محتملة الخطورة حيث يتساءل الكثيرون هل يشكل هذا الكويكب تهديدًا فعليًا للبشرية أم أنه سيمر بسلام دون أي تأثير على كوكبنا تعتبر هذه الظاهرة مثيرة للقلق لدى العلماء والباحثين الذين يراقبون حركة الأجرام السماوية ويعملون على تقييم المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن مثل هذه الاقترابات إن معرفة تفاصيل هذه الكويكبات وكيفية تأثيرها على الأرض تعد أمرًا بالغ الأهمية لتجنب أي كوارث مستقبلية وتوفير معلومات دقيقة للجمهور حول ما يحدث في الفضاء وما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب.

مراقبة كويكب 2025 FA22: حدث فلكي مثير

يستعد علماء الفلك حول العالم لمتابعة مرور كويكب ضخم يُعرف باسم 2025 FA22 بالقرب من الأرض في 18 سبتمبر 2025، ويعتبر هذا الحدث فرصة علمية مميزة لتعزيز أبحاث الرصد والدفاع الكوكبي، ورغم تصنيفه ضمن فئة "الكويكبات المحتملة الخطورة" نظرًا لحجمه ومداره، إلا أن الحسابات الفلكية أكدت أنه لن يشكل أي تهديد على كوكبنا.

تفاصيل الكويكب 2025 FA22

وفقًا للجمعية الفلكية عبر حسابها على فيس بوك، تم اكتشاف الكويكب يوم 29 مارس 2025 بواسطة مرصد "بان ستارز 2" في هاواي، ويُقدّر قطره بين 120 و280 مترًا، ومن المتوقع أن يقترب من الأرض حتى مسافة تقارب 841 ألف كيلومتر فقط، وهي مسافة تُعتبر قريبة وفق المقاييس الفلكية لكنها تبقى آمنة تمامًا، كما تشير تقديرات علماء الفلك إلى أن الكويكب سيصل في تلك الليلة إلى قدر فلكي يقارب (13)، مما يجعله مرئيًا عبر تلسكوبات متوسطة الحجم.

أهمية الحدث وتكنولوجيا الرصد

بعد اكتشافه، حصل الكويكب على تصنيف "1" على مقياس تورينو، الذي يُستخدم لتقدير مستوى خطورة اصطدام الأجرام السماوية بالأرض، وذلك بسبب احتمال ضعيف للغاية للاصطدام في عام 2089، ومع ذلك، ساعدت مراجعة الأرصاد الأرشيفية على تحسين حسابات مداره بشكل كبير، مما يؤكد استبعاد أي خطر اصطدام مستقبلي، ومع اقترابه، أطلقت الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات حملة عالمية لجمع بيانات فوتومترية وطيفية ورادارية، مما يسهم في اختبار أنظمة الإنذار المبكر وتطوير آليات الدفاع الكوكبي، وسيتمكن هواة الفلك من متابعة مرور الكويكب عبر التلسكوبات متوسطة الحجم، كما ستبث مشاهد مباشرة للحدث عبر مشروع Virtual Telescope في 18 سبتمبر، مما يمنح الجمهور فرصة فريدة لرصد هذا الكويكب دون أي تهديد حقيقي.

يرى الخبراء أن مرور الكويكب 2025 FA22 يمثل اختبارًا عمليًا مهمًا للأنظمة الحالية لرصد الكويكبات، ويؤكد أهمية التعاون العلمي الدولي في تعزيز أمن الأرض الكوكبي، حيث ترتبط دراسة مثل هذه الأجرام ارتباطًا مباشرًا بسلامة مستقبل كوكبنا.