في مثل هذا اليوم من عام 1964 توفي المندوب السامي البريطاني مايلز لامبسون الذي لعب دورًا بارزًا في التاريخ الحديث للمنطقة حيث كانت فترة حكمه مليئة بالتحديات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد وكان له تأثير كبير على العلاقات البريطانية العربية وقد ارتبط اسمه بالعديد من الأحداث المهمة التي شكلت مستقبل المنطقة وتعتبر وفاته نقطة تحول في تاريخ العلاقات الدولية في تلك الحقبة مما جعل الكثيرين يتذكرون إرثه وتأثيره على مجريات الأمور في العالم العربي.
مايلز لامبسون: دبلوماسي بريطاني بارز في تاريخ مصر
مايلز لامبسون، الدبلوماسي البريطاني الذي وُلِد في أسكتلندا في 24 أغسطس 1880، هو شخصية بارزة في تاريخ العلاقات البريطانية المصرية، درس في كلية إيتون ثم انضم إلى وزارة الخارجية البريطانية عام 1903، ومنذ ذلك الحين، تنقل بين العديد من المناصب الدبلوماسية حتى أصبح مفوضًا ساميًا لمصر والسودان من عام 1934 إلى 1936، وتولى لاحقًا منصب سفير بريطانيا في مصر، حيث لعب دورًا محوريًا في الأحداث السياسية.
حادث فبراير: صراع السلطة في عهد الملك فاروق
تُعرف واقعة "حادث فبراير" بأنها واحدة من أبرز الأحداث في فترة حكم الملك فاروق، حيث بدأت الأمور تتصاعد بعد استقالة وزارة حسين سرى باشا، وكانت هناك نية إنجليزية لإسناد الوزارة إلى النحاس، في 3 فبراير 1942، قام الملك فاروق باستدعاء النحاس لعرض تشكيل وزارة قومية، لكن النحاس اعتذر عن قبول العرض، مما أدى إلى تفاقم الأمور، حيث كان الملك فاروق يميل إلى دول المحور، وهو ما جعل الإنجليز يرغبون في الإطاحة به، باحثين عن رئيس وزراء قوي يملك شعبية واسعة.
إنذار لامبسون: لحظة حاسمة في التاريخ المصري
في صباح 4 فبراير 1942، وجه لامبسون إنذارًا للملك فاروق، حيث طالب بقبول تشكيل وزارة النحاس أو التنازل عن العرش، ومع تأخر رد الملك، حضر لامبسون إلى قصر عابدين برفقة الجنرال ستون وبعض الضباط المسلحين، وحاصروا القصر بالمصفحات، وعقدوا اجتماعًا مع الملك، حيث تم تقديم وثيقة التنازل عن العرش، بعد مشورة أحمد حسنين، قرر الملك قبول الإنذار وتم تشكيل وزارة النحاس، وتوفي مايلز لامبسون في 18 سبتمبر 1964، تاركًا وراءه إرثًا تاريخيًا معقدًا.
التعليقات