الإمارات تعد من أبرز الدول التي تسهم في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ولولا الدعم الكبير الذي تقدمه مصر في تسهيل هذه الجهود لما تحقق هذا الحجم من المساعدات حيث تلعب مصر دوراً محورياً في التنسيق بين الجهات المعنية وتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر وهذا التعاون بين الإمارات ومصر يعكس روح التضامن العربي ويعزز من الجهود المبذولة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها كما أن هذه المساعدات تمثل جزءاً من التزام الإمارات تجاه القضايا الإنسانية في المنطقة وتؤكد على أهمية العمل المشترك لمواجهة الأزمات الإنسانية المتزايدة.

التعاون الإماراتي المصري: دعم إنساني متواصل للشعب الفلسطيني

قال الدكتور حمدان المزروعي، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الإماراتي، إن التعاون اللوجستي والإنساني مع مصر، وخاصة عبر ميناء العريش ومعبر رفح، كان له دور كبير في ضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة، حيث وجه المزروعي شكره لمصر حكومة وشعبا على هذا التعاون المثمر، والذي يعكس روح التضامن العربي في مواجهة الأزمات الإنسانية.

عملية "الفارس الشهم 3" لدعم غزة

أضاف المزروعي أن دولة الإمارات أطلقت عملية "الفارس الشهم 3" بتوجيهات من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في إطار دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث أشار إلى وصول سفينة "حمدان الإنسانية" إلى ميناء العريش، محملة بأكثر من 7 آلاف طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية، تشمل 5 سيارات إسعاف ومواد غذائية، مما يعكس التزام الإمارات بتقديم الدعم العاجل والمستدام.

جهود إنسانية متكاملة

وأوضح المزروعي أن الإمارات قد أرسلت نحو 89 ألف طن من المساعدات العاجلة لغزة، بتكلفة تصل إلى 1.8 مليار دولار، وذلك من خلال قنوات متعددة، شملت 8 آلاف شاحنة برية و18 سفينة، منها 9 إماراتية، بالإضافة إلى 81 عملية إسقاط جوي. كما تم إنشاء 6 محطات لتحلية المياه، تستفيد منها أكثر من مليون شخص، وإقامة مستشفى ميداني بسعة 200 سرير داخل قطاع غزة، إلى جانب تشغيل 20 مطبخًا و20 مخبزًا، مما يعكس التزام الإمارات العميق بتحسين الظروف الإنسانية في المنطقة.

التعاون العربي: نموذج للتضامن

أكد المزروعي أن التنسيق مع مصر كان محورياً في إنجاح هذه الجهود، حيث قال: "في جميع الظروف لا نستغني عن جمهورية مصر العربية العزيزة، ولولا التعاون المصري– الإماراتي لما استطعنا تحقيق هذا الجهد الكبير"، مما يعكس أهمية الشراكة العربية في مواجهة الأزمات الإنسانية، ويشكل نموذجًا رائدًا للتكامل العربي وتجسيدًا للتضامن المشترك في مواجهة التحديات.