في مثل هذا اليوم 19 سبتمبر 1914 تولى حسين كامل عرش مصر سلطانًا بعد إعلان بريطانيا الحماية على مصر حيث كان لهذا الحدث تأثير كبير على تاريخ البلاد وتطوراتها السياسية والاجتماعية فقد شهدت مصر في تلك الفترة تغييرات جذرية في الحكم والإدارة كما أن حسين كامل عمل على تعزيز الهوية الوطنية في ظل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد مما ساهم في تشكيل مسار تاريخي مهم لمصر وللمنطقة بأسرها فالتاريخ يسجل هذه اللحظة البارزة في مسيرة الشعب المصري نحو الاستقلال والحرية.

السلطان حسين كامل: تاريخ ملئ بالتحديات

في عام 1853، وُلِد حسين كامل ابن الخديو إسماعيل، وقد نُصِّب سلطانًا على مصر في 19 سبتمبر 1914، خلفًا لابن أخيه الخديو عباس حلمي الثاني، الذي أُعفي من منصبه بقرار من الإنجليز، مما أدى إلى إعلان مصر كمحمية بريطانية في بداية الحرب العالمية الأولى، وهو ما أسفر عن إنهاء السيادة العثمانية الاسمية على البلاد، قبل توليه الحكم، شغل حسين كامل عدة مناصب مهمة، حيث تولى نظارة الأشغال العمومية وأنشأ سكة حديد القاهرة-حلوان، ثم انتقل إلى نظارة المالية، وأخيرًا ترأس مجلس شورى القوانين، ورغم أنه عُرف بلقب "صديق الفلاح"، إلا أن تنصيبه لاقى رفضًا شعبيًا واسعًا.

فترة حكم مليئة بالتحديات

يعتبر عهد السلطان حسين كامل فترة ركود سياسي، حيث لم يتوافق مع تطلعات الشعب، خاصة وأن خلع عباس حلمي الثاني، الذي كان يحظى بشعبية كبيرة، ترك أثرًا سلبيًا في نفوس المصريين، وكان هناك شعور عام بعدم الاستقرار، حيث استقبل الشعب ولايته بهتافات تعبر عن أملهم في عودة عباس، مما يدل على عدم الترحيب بحسين كامل، وقد ساهم ذلك في انتشار النشاط الوطني السري، وتزايد محاولات اغتيال الوزراء والمسؤولين، بالإضافة إلى محاولة اغتيال السلطان نفسه، في ظل السيطرة البريطانية شبه الكاملة على البلاد.

نهاية قصيرة وسلسلة من الأحداث

على الرغم من التحديات التي واجهها، لم تدم فترة حكم السلطان حسين طويلًا، حيث توفي في 4 أكتوبر 1917، ليخلفه فؤاد سلطانًا، ثم ملكًا، بعد أن رفض كمال الدين حسين، ابن السلطان حسين، تولي العرش بعد والده، وقد تركت فترة حكمه أثرًا في التاريخ المصري، حيث تعكس التوترات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد في تلك الفترة، وتوضح كيف كانت السياسة الداخلية المصرية مرتبطة بشكل وثيق بالمصالح البريطانية، مما أثر على تطلعات الشعب المصري نحو الاستقلال والحرية.