«دمي سيغسل سكوننا تجاه مَن يحتل بلادنا» هذه العبارة تحمل في طياتها مشاعر قوية تعكس إرادة التغيير والثورة ضد الظلم والاحتلال فالتضحية بالنفس في سبيل الوطن تعكس عمق الانتماء والولاء للأرض التي تُعاني من الاحتلال والظلم فكل قطرة دم تسقط تمثل صرخة ضد السكون واللامبالاة التي قد تصيب المجتمع تجاه قضايا وطنية مصيرية إن هذه الوصية تعكس روح المقاومة وتحث على الوقوف صفاً واحداً من أجل استعادة الحقوق والكرامة فالأمل في غدٍ أفضل يتجلى في تلك اللحظات التي يدافع فيها الأبطال عن وطنهم ويعبرون عن رفضهم للاحتلال بكل الوسائل المتاحة.
رسالة عبدالمطلب القيسي: دوافع وأبعاد
قبل ساعات من تنفيذ الهجوم الذي أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين قرب معبر الكرامة، ترك عبدالمطلب القيسي، البالغ من العمر 57 عامًا، رسالة مؤثرة بخط يده، تعكس دوافعه القوية، حيث وجه كلمات حادة إلى أبناء أمته، محذرًا من أن ما يحدث في غزة اليوم قد يتكرر في بلدان عربية وإسلامية أخرى لاحقًا، وقد أثارت هذه الرسالة جدلاً واسعًا على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
مضمون الرسالة وتحذيرات القيسي
حملت الرسالة طابعًا شخصيًا وأيديولوجيًا، حيث أكد القيسي أن "دمي سيغسل سكوننا تجاه من يحتل بلادنا"، مشددًا على ضرورة عدم السكوت عن انتهاك الأراضي والحرمات، وقد وجه حديثه إلى الشعوب العربية والإسلامية، خاصة أبناء العشائر والبوادي في منطقة الشام، من الأردن إلى فلسطين وسوريا ولبنان، معبرًا عن أن ما قام به ليس مجرد فعل فردي، بل هو "موقف أمام الله والتاريخ"، واستحضر في كلماته اسم الشهيد ماهر ذياب الجرابعة، مؤكدًا أنه يسير على نهجه، محذرًا من أن "جرائم الاحتلال في غزة لن تبقى محصورة هناك".
تفاصيل حياة القيسي والتغيرات الأخيرة
تحدثت عائلة القيسي من منطقة الظهير في مرج الحمام، غرب العاصمة الأردنية عمّان، حيث نفت أي انتماءات سياسية أو تنظيمية له، وأكد أقاربه أنه كان شخصًا ملتزمًا ومتدينًا، ولم تظهر عليه أي مؤشرات تدل على نيته تنفيذ عملية كهذه، كما أنه لم يُخبر أحدًا من العائلة أو المحيط بأي شيء يتعلق بتخطيط للهجوم، وعُرف القيسي بين زملائه في العمل باسم "أبوعيسى"، حيث عمل في قطاع الشحن لسنوات طويلة، لكنه قرر قبل حوالي 3 أشهر التفرغ لنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مما اعتُبر تغييرًا لافتًا في سلوكه.
في ختام رسالته، حذر القيسي من أن بقاء الأمة في حالة سكون وصمت سيجعل من مشروع إسرائيل الكبرى أمرًا واقعًا، يبدأ من غزة وقد يمتد إلى عواصم ومدن عربية أخرى، ما لم يتم التحرك لوقف ما وصفه بالعدوان، مما يثير التساؤلات حول مستقبل الأوضاع في المنطقة.
التعليقات