بعد حديث ترامب عن استعادة قاعدة باجرام الجوية الأفغانية تبرز أهمية هذه القاعدة كأداة استراتيجية لمواجهة النفوذ الصيني في المنطقة تعد قاعدة باجرام واحدة من أكبر القواعد العسكرية التي كانت تستخدمها الولايات المتحدة خلال وجودها في أفغانستان وتعتبر موقعاً حيوياً يمكن أن يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي وتعزيز التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الجديدة التي تطرحها الصين من خلال توسيع نفوذها في آسيا لذا فإن استعادة هذه القاعدة قد تفتح آفاقاً جديدة للتعاون العسكري والاستخباراتي بين الدول التي تسعى إلى مواجهة التهديدات المشتركة وتؤكد على أهمية القواعد الجوية في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
انتقادات ترامب لإدارة بايدن في أفغانستان
انتقد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إدارة سلفه جو بايدن بسبب طريقة انسحابها من أفغانستان، واصفًا هذا الانسحاب بـ«الكارثة الكاملة»، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة السيطرة على قاعدة «باجرام» الجوية من حركة طالبان، وهي واحدة من الأصول الاستراتيجية التي تم التخلي عنها خلال الانسحاب الفوضوي، وبرزت أهمية هذه القاعدة في سياق التوترات الجيوسياسية المتزايدة مع الصين.
تاريخ قاعدة «باجرام» وأهميتها الاستراتيجية
تأسست قاعدة «باجرام» في ديسمبر 2001 لتصبح واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في أفغانستان، حيث استوعبت ما يصل إلى 10,000 جندي، بُنيت هذه القاعدة في الأصل من قبل الاتحاد السوفيتي في خمسينيات القرن الماضي، وعندما تولت الولايات المتحدة إدارتها بعد الإطاحة بطالبان، تم إعادة تأهيلها وتوسيعها لتصبح قاعدة حيوية في المنطقة، تضم مدرجات متطورة ومرافق عديدة، بما في ذلك سجون لأسرى الحرب.
أهمية قاعدة «باجرام» تكمن في موقعها الاستراتيجي، حيث تبعد ساعة واحدة عن المواقع العسكرية الصينية، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية للعمليات العسكرية الأمريكية في حال استعادة السيطرة عليها، ومع انسحاب القوات الأمريكية في يوليو 2021، فقدت الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة آسيا الوسطى، مما زاد من أهمية استعادة هذه القاعدة لمواجهة التحديات المتزايدة من الصين.
التحديات المحتملة لاستعادة قاعدة «باجرام»
في سياق حديثه عن استعادة قاعدة «باجرام»، أوضح ترامب أنه يتفاوض مع حركة طالبان، لكن المسؤولين الأمريكيين حذروا من أن هذه الخطوة قد تعني إعادة غزو أفغانستان، إذ تتطلب العملية أكثر من 10,000 جندي ونشر دفاعات جوية متطورة، ومع ذلك، لا يوجد تخطيط نشط للاستيلاء على القاعدة، ويشير الخبراء إلى أن استعادة السيطرة عليها ستكون مهمة معقدة، تتطلب إرسال عشرات الآلاف من الجنود وإصلاح القاعدة، بالإضافة إلى جهود لوجستية معقدة.
باختصار، يبقى مستقبل قاعدة «باجرام» محور اهتمام كبير، خاصة في ظل التوترات العالمية المتزايدة، وقد تكون استعادتها خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة، لكن التحديات العسكرية والسياسية تجعل من هذه المهمة أمرًا صعبًا للغاية.
التعليقات