الدويري يشير إلى أن كل الحروب التي شهدتها غزة جاءت بعد الانقسام السياسي الذي أثر على الوضع الفلسطيني بشكل كبير فقد كان لهذا الانقسام تأثير سلبي على وحدة الصف الفلسطيني وزاد من تعقيد الأوضاع في المنطقة كما أن حماس لم تستجب لتحذيرات مصر التي كانت تهدف إلى تحقيق تهدئة واستقرار في غزة مما زاد من حدة التوترات والصراعات في السنوات الأخيرة وبالتالي فإن الوضع في غزة يستدعي مراجعة شاملة من جميع الأطراف المعنية لتحقيق السلام والاستقرار الذي ينشده الجميع.

الانقسام الفلسطيني وتأثيره على الحروب الإسرائيلية في غزة

قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن الانقسام الفلسطيني الذي حدث عام 2007 كان له تأثير عميق على الوضع في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن جميع الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع، والتي بلغت سبع حروب، وقعت بعد هذا الانقسام، مما يبرز أهمية فهم الخلفيات السياسية والأمنية لهذه الأحداث.

تفاصيل الحروب الإسرائيلية على غزة

خلال لقاء خاص في برنامج «الجلسة سرية» مع الإعلامي سمير عمر على قناة «القاهرة الإخبارية»، أوضح الدويري أن أول حرب إسرائيلية على غزة بدأت في ديسمبر 2008 واستمرت حتى يناير 2009، وتلتها ست حروب أخرى، مما يجعل العدد الإجمالي سبع حروب، وكلها وقعت بعد الانقسام الفلسطيني، بينما لم تشهد غزة أي حروب قبل عام 2007. وقد أشار إلى أن التوترات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس وغزة مستمرة، ولكنها تختلف في طبيعتها وشدتها عن الوضع الحالي.

دور مصر في إعادة إعمار غزة

فيما يتعلق بموقف مصر خلال حرب غزة الأولى (2008–2009)، أوضح الدويري أن مصر قامت بدور محوري بعد الحرب، حيث أطلقت مبادرة لإعادة إعمار غزة، واستضافت مؤتمرًا دوليًا في شرم الشيخ في عام 2009، حضره أكثر من 70 دولة و16 منظمة إقليمية ودولية، وتم الاتفاق خلاله على تخصيص 5 مليارات دولار لإعادة الإعمار. ومع ذلك، واجهت هذه المبادرة عقبات، حيث كان الوضع السياسي في غزة تحت حكومة حماس يمنع المجتمع الدولي من التعامل معها، مما أدى إلى تجميد الأموال وعدم صرف أي دولار فعليًا.

التحذيرات المصرية قبل التصعيد

وأشار الدويري إلى أن مصر كانت قد حذّرت حماس بشكل واضح من مخاطر التصعيد قبل اندلاع الحرب، حيث تم توجيه تحذيرات واضحة، لكن لم يكن هناك استجابة من الحركة، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر في جهودها للتوسط وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

تعد هذه الأحداث جزءًا من سياق أوسع يتطلب فهمًا عميقًا للوضع الفلسطيني والإسرائيلي، وتأثير الانقسام على العلاقات بين الفصائل الفلسطينية والمجتمع الدولي.