تعتبر المصالحة الفلسطينية حلمًا يراود الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني إلا أن غياب الإرادة السياسية لدى فتح وحماس يمثل عقبة كبيرة أمام تحقيق هذا الهدف المنشود إن التوترات المستمرة والخلافات السياسية تعيق أي جهود لتحقيق الوحدة الوطنية مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويعطل مساعي السلام والاستقرار في المنطقة فالجميع يتطلع إلى رؤية مستقبل أفضل يتجاوز الانقسامات الحالية ويعزز من فرص التعاون والتفاهم بين الفصائل المختلفة لتحقيق الأهداف المشتركة وبناء مجتمع متماسك وقوي قادر على مواجهة التحديات الراهنة.

رؤية شاملة عن الوضع الفلسطيني

أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن جميع الفصائل الفلسطينية تُعتبر تنظيمات وطنية تهدف لخدمة مصلحة الشعب الفلسطيني، حيث يكمن الاختلاف بينها في الوسائل والتكتيكات المستخدمة، لكن الهدف النهائي يبقى واحدًا وهو تحقيق المصلحة الوطنية، كما أشار إلى أن غياب الإرادة السياسية هو السبب الرئيسي وراء عدم إنهاء الانقسام الفلسطيني حتى الآن، حيث تتحمل حركتا فتح وحماس مسؤولية كبيرة في هذا الشأن.

أهمية الإرادة السياسية في إنهاء الانقسام

خلال لقاء خاص ببرنامج "الجلسة سرية" مع الإعلامي سمير عمر، أكد الدويري أن كل محاولة للتقريب بين الأطراف الفلسطينية كانت تصطدم بحائط من غياب الإرادة السياسية الحقيقية، وغالبًا ما كانت هذه المناورات مرتبطة بأهداف تكتيكية لم تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني، وشدد على ضرورة أن تكون مصلحة الشعب الفلسطيني هي الأولوية القصوى، وأن تُوضع الاعتبارات التنظيمية والفصائلية في أسفل الأولويات، إذا تعارضت مع تلك المصلحة.

الوثائق التاريخية ودورها في المفاوضات

وأشار الدويري إلى أهمية وثيقة الأسرى لعام 2006، التي وقّعها عدد من قادة الفصائل، حيث ساعدت في دعم الموقف المصري الذي كان يسعى لإثبات وجود شريك فلسطيني قادر على التفاوض، لكن اليوم يبقى السؤال: من هو الشريك الفلسطيني؟ هل هي حكومة حماس في غزة، أم السلطة في رام الله؟ هذا الغموض يعكس التحديات التي تواجه الجهود المصرية لتوحيد الموقف الفلسطيني، من أجل توفير شريك سياسي موحد يمكن التعامل معه في مسار السلام.