الرجل بفطرته الفسيولوجية يميل إلى التعدد وهذا يعود إلى عدة عوامل اجتماعية وثقافية تؤثر في سلوكياته حيث يعتبر التعدد جزءاً من الهوية الذكورية في بعض المجتمعات فالرجل يسعى دائماً إلى إثبات قوته وقدرته على تحمل المسؤوليات العاطفية والاقتصادية ولذلك نجد أن بعض الرجال يشعرون بالراحة في وجود أكثر من شريكة مما يتيح لهم فرصاً أكبر للتعبير عن أنفسهم وبناء علاقات متنوعة تساهم في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي ومع ذلك يجب أن نتناول هذا الموضوع بحذر ووعي لضمان فهم الجوانب الإنسانية والاجتماعية المرتبطة به.
التعدد في الزواج: رؤية فقهية ونفسية
تحدثت المحامية والاستشارية الأسرية، نيفين وجيه، عن طبيعة الرجل الفسيولوجية التي تدفعه أحيانًا نحو التعدد في الزواج، مشيرة إلى أن هذا الأمر يندرج ضمن إباحة الشرع الإسلامي، حيث يُسمح بالزواج الثاني وما بعده وفقًا لضوابط وشروط معينة، والتي تهدف إلى الحفاظ على استقرار الأسرة والمجتمع.
فهم التعدد وأبعاده
خلال مشاركتها في برنامج «خط أحمر»، الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أوضحت وجيه أن الميل الفطري للتعدد لا يعني أن كل رجل ينبغي عليه أن يُعدد، بل هو نزعة بيولوجية ترتبط ببنية الرجل النفسية والجسدية، ويجب على الرجل أن يكون واعيًا لمشاعر زوجته الأولى، حيث إن الشرع وضع شروطًا تتعلق بالعدل والقدرة المادية والمعنوية، حتى لا يتحول التعدد إلى ظلم أو تفكك أسري.
التحديات النفسية لإدارة التعدد
أضافت وجيه أن الكثير من الرجال يسيئون فهم الإباحة الشرعية، فيتعاملون معها وكأنها حق مطلق دون مسؤولية، وأكدت أن التعدد يجب أن يُنظر إليه كوسيلة لتحقيق الاستقرار المجتمعي، وليس كمدخل للفوضى أو إلحاق الأذى بالزوجة الأولى، حيث تتأثر الأخيرة نفسيًا بشكل كبير عند ارتباط زوجها بامرأة أخرى، مما يفرض على الرجل مسؤولية مضاعفة في إدارة الموقف بحكمة واحتواء، لتفادي انهيار الأسرة أو زيادة نسب الطلاق، وأشارت إلى أن التعدد الناجح يتطلب وعيًا عاطفيًا وقدرة على تحقيق العدل النفسي بين الزوجات، وهو ما يُعتبر أصعب من تحقيق العدل المادي.
التعليقات