محمود محيي الدين يشير إلى أهمية الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية حيث تتجه البنوك المركزية الكبرى إلى تعزيز احتياطياتها من الذهب لمواجهة التحديات التي يواجهها الدولار الأمريكي في الأسواق المالية وهذا يعكس تحولًا في السياسات النقدية العالمية التي تسعى لتحقيق الاستقرار المالي في ظل الأزمات الاقتصادية المتكررة كما أن هذه الاستراتيجية قد تؤثر على قيمة الدولار الأمريكي وتزيد من الطلب على الذهب مما يعكس التغيرات الديناميكية في النظام المالي العالمي ويطرح تساؤلات حول مستقبل العملات التقليدية ومدى قدرتها على المنافسة في ظل هذه التحولات المستمرة.
مستقبل الدولار الأمريكي كعملة احتياطية دولية
في حديثه حول مستقبل الدولار الأمريكي كعملة احتياطية دولية، أكد الدكتور محمود محيي الدين، المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، أن هناك تحديات متزايدة تواجه هذه العملة، رغم احتفاظها بنسبة تقارب 60% من مكونات الاحتياطي العالمي، يليها اليورو بنسبة 20%، بينما تتوزع باقي العملات بنسب مختلفة، مما يشير إلى أهمية هذا الموضوع في السياق الاقتصادي العالمي.
العوامل المؤثرة على هيمنة الدولار
خلال لقائه في صالون ماسبيرو الثقافي، الذي يُعرض على شاشة «إكسترا نيوز»، أشار محيي الدين إلى طرح مهم قدمه الاقتصادي كين روجوف في كتابه "دولارنا.. مشكلتكم أنتم"، حيث ذكر أن الاعتماد العالمي على الدولار لم يكن وليد الصدفة، بل يعود إلى عمق الأسواق المالية الأمريكية، وقوة القانون، وحماية الحقوق، والأداء الاقتصادي الذي لا يزال يتفوق على غيره، مؤكداً أن استمرار الدولار في مكانته يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية، وهي ظاهرة الاعتياد، قوة الأدوات المالية الأمريكية، والأداء الاقتصادي، أي خلل في هذه المحاور قد يدفع الدول والمؤسسات للبحث عن بدائل تدريجياً.
التحولات في الأسواق المالية العالمية
في سياق متصل، تناول محيي الدين الارتفاع الملحوظ في أسعار الذهب عالمياً، الذي زاد بنسبة تقارب 35% بالدولار منذ بداية العام، حيث أصبح الذهب ليس فقط وسيلة ادخار تقليدية، بل تحول إلى مكون رئيسي في احتياطات البنوك المركزية العالمية، متفوقاً على أذون وسندات الخزانة الأمريكية لأول مرة منذ أكثر من 32 عاماً، مما يعكس تراجع الثقة النسبية في أدوات الدين الأمريكية، وشدد على أن التحول الكامل بعيداً عن الدولار لن يحدث بسهولة، إلا بظهور بدائل حقيقية تتمتع بنفس مقومات القوة والاستقرار.
في الختام، أشار محيي الدين إلى أن النقاش حول مستقبل الدولار يرتبط بتغيرات السياسة النقدية، وأسعار الفائدة، والتوجهات الاقتصادية العالمية، مما يجعل البنوك المركزية تبحث بجدية عن تنويع مكونات احتياطاتها، وهو ما يتجلى في الإقبال المتزايد على الذهب كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة.
التعليقات