تعيش العديد من المناطق حول العالم حالة من القلق بسبب تغيرات دورة المياه التي تؤدي إلى فيضانات مدمرة وجفاف مستمر حيث حذرت منظمة الأرصاد الجوية من هذه التغيرات التي تؤثر بشكل مباشر على الزراعة والموارد المائية في الدول المختلفة مما يهدد الأمن الغذائي ويزيد من معاناة المجتمعات الهشة لذا يجب على الحكومات والمجتمعات المحلية اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات والتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة لضمان استدامة المياه وتحسين إدارة الموارد الطبيعية وتوعية الناس بأهمية الحفاظ على البيئة والموارد المائية المتاحة لهم.
تحذيرات من تقلبات نظام المياه العالمي
تتوالى التحذيرات من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بشأن التقلبات الخطيرة في نظام المياه على كوكب الأرض، حيث تشير التقارير إلى أن حوالي 60% من الأنهار تواجه إما تدفقاً مفرطاً أو نقصاً حاداً في المياه، مما يثير قلقاً كبيراً حول دورة المياه العالمية التي أصبحت غير منتظمة بشكل متزايد، إذ تتأرجح بين الفيضانات المدمرة والجفاف القاسي، وهذا الوضع يعكس تأثيرات تغير المناخ على موارد المياه، مما يجعلها أقل قابلية للتنبؤ.
وفقًا للتقرير الأخير، فإن انكماش الأنهار الجليدية والجفاف والفيضانات الشديدة في عام 2024 تشير إلى أن تغير المناخ يعزز من عدم استقرار الموارد المائية، حيث فقدت الأنهار الجليدية حول العالم حوالي 450 جيجا طن من الجليد، مما ساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل 1.2 ملليمتر في عام واحد، وهذا يمثل تهديدًا لمئات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الساحلية، حيث تتزايد مخاطر الفيضانات بشكل ملحوظ.
أزمة المياه وتأثيرها على المجتمعات
تظهر التقارير أن جميع مناطق الأنهار الجليدية شهدت فقداناً للجليد للعام الثالث على التوالي، مما يزيد من تفاقم أزمة المياه العالمية، حيث يعاني حوالي 3.6 مليار شخص من نقص المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 5 مليارات بحلول عام 2050، وفقًا لهيئة الأمم المتحدة للمياه، مما يهدد الغذاء والطاقة والصحة والأمن البشري في جميع أنحاء العالم.
تؤكد سيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن المياه تدعم المجتمعات والاقتصادات والأنظمة البيئية، ولكنها تتعرض لضغوط متزايدة، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بالمياه، وتوضح أن الأحداث المتطرفة قد أسفرت عن وفاة الآلاف ونزوح الملايين، حيث شهدت مناطق مختلفة من العالم ظروفًا غير طبيعية، مثل الأمطار الغزيرة في أفريقيا والفيضانات في أوروبا، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين المراقبة وتبادل البيانات.
أهمية البيانات في مواجهة تحديات المياه
تشير التقارير إلى ضرورة تحسين المراقبة وتبادل المعلومات حول الموارد المائية، حيث يعتبر ذلك أمراً حيوياً لمواجهة التحديات المتزايدة، ويقول بيشنس موكويو، المحلل الرئيسي للسياسات في مجال الأمن المائي، إن أزمة المناخ تبرز بشكل واضح من خلال التغيرات الكبيرة في كميات المياه، مما يتطلب استجابة سريعة وفعالة.
بدون بيانات موثوقة، فإننا نخاطر باتخاذ قرارات عشوائية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة، لذا يجب على الحكومات والمجتمعات المحلية العمل معًا لضمان توفير المعلومات الدقيقة والموثوقة حول موارد المياه، لضمان الاستدامة والحفاظ على حياة الملايين، فمن الضروري أن نتخذ خطوات فورية لحماية مواردنا المائية لمواجهة التحديات المستقبلية.
التعليقات