يعتبر استخدام المنبه في الاستيقاظ من العادات الشائعة لدى الكثيرين لكن طبيب أعصاب يحذر من المخاطر الصحية المرتبطة بهذا الأمر حيث يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على القلب والمخ ويزيد من مستويات التوتر والقلق عند الاستيقاظ المفاجئ مما يؤدي إلى مشاكل صحية على المدى الطويل لذا من المهم التفكير في طرق بديلة للاستيقاظ بشكل أكثر هدوءًا مثل استخدام المنبهات الطبيعية أو ضبط ساعة بيولوجية مناسبة لتحقيق نوم أفضل وصحة أفضل للجسم والعقل.

يعتبر الاستيقاظ باستخدام المنبهات من العادات الشائعة التي يعتمد عليها الكثيرون في حياتهم اليومية، فهي تضمن عدم تفويت مواعيد العمل أو الدراسة، ومع ذلك، فإن الأطباء، وخاصة أطباء الأعصاب، يحذرون من أن هذا الروتين قد يكون له آثار سلبية على صحتنا، حيث يمكن أن يُرهق الدماغ والقلب بطرق غير متوقعة، مما يستدعي إعادة التفكير في كيفية استيقاظنا صباحًا.

ساعة الاستيقاظ الطبيعية للجسم

يتحدث الدكتور سودهير كومار، طبيب أعصاب، عن تأثير المنبهات على الجسم، حيث يشير إلى أن الاستيقاظ المفاجئ قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في هرمونات التوتر، وضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وهي عوامل تؤثر سلبًا على صحتنا العامة، فالجسم لديه ساعة داخلية تُعرف بالإيقاع اليومي، والتي تُساعد في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، فعندما يُكمل الشخص نومه، يُرسل الدماغ إشارات طبيعية للجسم للاستيقاظ، وعادةً ما يحدث ذلك خلال مراحل النوم الخفيفة، لكن استخدام المنبه يُعطل هذه العملية، مما يؤدي إلى استيقاظ مفاجئ قد يكون له آثار سلبية.

ارتفاع الكورتيزول: إنذار التوتر داخل الجسم

كما يُشير الدكتور كومار إلى أن المنبهات يمكن أن تُسبب ارتفاعًا حادًا في مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، حيث ترتفع مستويات الكورتيزول عادةً بشكل تدريجي في الصباح، مما يُساعد الجسم على الشعور بالانتعاش، ولكن عندما يُجبر المنبه الجسم على الاستيقاظ، يحدث ارتفاع مفاجئ في مستويات هذا الهرمون، مما يؤدي إلى استجابة سريعة للإجهاد قد تُشكل ضغطًا غير ضروري على الجهاز القلبي الوعائي.

القلب تحت الضغط

تُعتبر التأثيرات السلبية للمنبهات على القلب من أكبر المخاوف، حيث تشير الدراسات إلى أن الاستيقاظ المفاجئ قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بشكل سريع، مما قد يكون خطيرًا على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية، وحتى الأصحاء قد يشعرون بتأثيرات سلبية على المدى الطويل، لذا يُنصح بتجنب هذه الصدمات الكهربائية المتكررة يوميًا للحفاظ على صحة القلب.

خمول النوم وضباب الدماغ

لا تقتصر آثار المنبهات على القلب، بل تشمل أيضًا الدماغ، حيث يؤدي الاستيقاظ المفاجئ من النوم العميق إلى حالة من التشويش تُعرف بـ "خمول النوم"، مما يُفسر شعور الكثيرين بالخمول والكسل رغم قضاء ساعات طويلة في النوم، وإذا تُرك هذا الخمول دون علاج، فإنه يؤثر سلبًا على المزاج والإنتاجية والأداء الإدراكي طوال اليوم.

لماذا الاستيقاظ الطبيعي ألطف على القلب؟

الاستيقاظ بشكل طبيعي، دون استخدام المنبه، يُعتبر أكثر لطفًا على القلب، حيث يتيح للجسم إكمال دورات الراحة الخاصة به، مما يجعل الانتقال من النوم إلى اليقظة أكثر سلاسة، ومع ضغط أقل على الدماغ والقلب، وغالبًا ما يُبلغ الأشخاص الذين يتبعون هذا الإيقاع عن تحسن في مزاجهم وزيادة في الطاقة طوال اليوم، لذا يُنصح باستخدام أساليب استيقاظ أكثر هدوءًا، مثل المنبهات الضوئية أو الأصوات المتدرجة، بدلاً من الأصوات العالية المفاجئة، مما يُخفف من صدمة الجسم ويجعل الاستيقاظ صباحًا أسهل.

المنبه - صورة أرشيفية