في قلب مدينة شنغهاي النابضة بالحياة بدأت رحلة فريدة من نوعها لطالب دكتوراة روبوتي يطمح إلى دمج الفن والتكنولوجيا من خلال الذكاء الاصطناعي إذ يسعى هذا الطالب إلى استكشاف عالم المسرح بطرق مبتكرة لم يسبق لها مثيل في الصين حيث يهدف إلى خلق تجارب فنية جديدة تعكس تفاعل الإنسان مع الروبوتات ويعتبر مشروعه بمثابة جسر يربط بين الفنون التقليدية والتطورات التكنولوجية الحديثة مما يفتح آفاقاً جديدة للفنانين والمبدعين في المستقبل القريب ويعكس التغيرات الثقافية والاجتماعية التي تشهدها البلاد في ظل الثورة الرقمية الحالية.

أول طالب دكتوراه روبوت في أكاديمية شنغهاي للمسرح

في خطوة مبتكرة، تم الإعلان عن ظهور أول طالب دكتوراه روبوت في أكاديمية شنغهاي للمسرح، حيث تم تصميمه لمتابعة دراسة الأداء الرقمي المسرحي خلال السنوات الأربع المقبلة، ويعتبر هذا التطور نقطة تحول في مجال التعليم الفني والروبوتات.

شيويهبا 01: الروبوت المبتكر

يُعرف الروبوت باسم "شيويهبا 01"، ويبلغ طوله 1.75 مترًا ووزنه 32 كيلوجرامًا، وقد استُقبل بحفاوة وهو يرتدي قميصًا أزرق قصير الأكمام، ويتعاون في هذا البرنامج الفريد بين أكاديمية شنغهاي للمسرح وجامعة شنغهاي للعلوم والتكنولوجيا، حيث يهدف إلى تطوير طرق تدريب تجريبية لجيل جديد من الوكلاء المجسّدين، مع التركيز على التفاعل متعدد الوسائط والتعبير الفني والنمو الإدراكي.

التعلم والتدريب المتخصص

سيتلقى "شيويهبا 01" تدريبًا منهجيًا في الحركات الأساسية وتقنيات الأداء في الأوبرا الصينية التقليدية، بينما سيقوم فريق من جامعة شنغهاي للعلوم والتكنولوجيا بتعليمه الجوانب التقنية والمعرفة الأساسية، في حين يركز فريق أكاديمية شنغهاي للمسرح على تحسين أدائه الفني، مما يجعله نموذجًا مثاليًا يجمع بين التكنولوجيا والفن.

تجدر الإشارة إلى أن "شيويهبا 01" هو نسخة محسّنة من "شينجتشه رقم 2"، الذي حصل على المركز الثالث في نصف ماراثون الروبوتات الشبيهة بالبشر في بكين هذا العام، وفقًا للي تشينج دو، المدير التنفيذي لمعهد الذكاء الآلي في جامعة شنغهاي للعلوم والتكنولوجيا والمشرف المشارك على "شيويهبا 01".

أداء متفوق وتفاعل مع الجمهور

يمتاز الروبوت بأداء حركات دقيقة، حيث يمتلك أكثر من 100 تعبير واقعي مشابه للإنسان، كما يمكنه التفاعل في الوقت الفعلي، ويستطيع تقديم أداء متواصل لأكثر من 6 ساعات حتى في ظروف عالية الكثافة، بالإضافة إلى قدرته على تعديل أسلوب أدائه استنادًا إلى تفاعل الجمهور، مما يتيح له تقديم مجموعة واسعة من أساليب الأداء، ليكون بذلك مثالًا حيًا للتطور التكنولوجي في مجالات الفنون الأدائية.