زي النهارده في 22 سبتمبر 1968 تم الانتهاء من أعمال إنقاذ معبد أبو سمبل الذي يعتبر واحداً من أعظم المعالم الأثرية في مصر القديمة حيث تم نقل المعبد إلى موقعه الجديد لحمايته من مياه بحيرة ناصر بعد بناء السد العالي وكان هذا المشروع الضخم مثالاً للتعاون الدولي حيث شاركت فيه العديد من الدول والهيئات العالمية مما ساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والإنساني حيث يجذب المعبد السياح من جميع أنحاء العالم ليستمتعوا بجماله وروعة تصميمه الفريد الذي يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة ويعتبر إنجازاً تاريخياً لا ينسى في مجال الآثار والتراث.
معبد أبوسمبل: تحفة أثرية في قلب الصحراء
معبد أبوسمبل هو واحد من أبرز المعالم الأثرية في مصر، يقع في بطن الجبل جنوبي أسوان، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يتضمن معبدين كبيرين نُحتا في الصخر، وقد شُيد هذا المعبد الرائع على يد الملك رمسيس الثاني في عام 1250 قبل الميلاد، وتُعد واجهته من أبرز ما يميز هذا الموقع، حيث تضم أربعة تماثيل ضخمة للملك بارتفاع يصل إلى 20 متراً، إضافةً إلى مدخل يفضي إلى حجرات تمتد بطول 180 قدماً، كما يضم المدخل الآخر ستة تماثيل، أربعة منها لرمسيس الثاني واثنان لزوجته نفرتاري، مما يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة.
إنقاذ معبد أبوسمبل من الغرق
في فترة لاحقة، واجه معبد أبوسمبل تهديدًا بالغرق نتيجة لتكوين بحيرة ناصر، مما دفع الحكومة المصرية للتعاون مع منظمة اليونسكو في عام 1965 لنقل المعبد إلى موقع مرتفع لا تصل إليه مياه البحيرة، وقد تطلب هذا المشروع الضخم تقطيع المعبد إلى كتل حجرية كبيرة، تم رفعها وإعادة تجميعها في الموقع الجديد، وانتهت هذه العملية في 22 سبتمبر 1968، ليصبح معبد أبوسمبل رمزًا للعزيمة والإبداع في مجال الهندسة الأثرية.
اكتشاف المعبد من جديد
على مر الزمن، غُطيت تماثيل المعبد الرئيسي بالرمال حتى الركبتين، وظل المعبد منسيًا حتى عام 1813، عندما اكتشف المستشرق السويسري "جئ آل بورخاردت" كورنيش المعبد، وتحدث عن هذا الاكتشاف مع المستكشف الإيطالي "جيوفاني بيلونزي"، ورغم عدم تمكنهما من دخول المعبد في البداية، إلا أن بيلونزي عاد في عام 1817 ونجح في دخول المجمع، ومن هنا بدأت الحكاية المعاصرة لمعبد أبوسمبل، الذي يُعتبر اليوم من أعظم المعالم السياحية في مصر، ويستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم ليشهدوا عظمة الحضارة الفرعونية.
التعليقات