كتب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام على منصة “إكس” بأن لبنان يحتاج اليوم إلى إعادة وصل ما انقطع بعد ثمانين عامًا من الاستقلال، حيث يجب أن تعود الدولة إلى مفهوم المصلحة العامة، وأن يربط الدستور مؤسساته بالمواطنين وحقوقهم، وأكد أن الدولة التي تطلب من المواطنين الالتزام بالقانون يجب أن تكون الأولى في الالتزام به، كما أن على الدولة أن تستحق ثقة مواطنيها من خلال مؤسساتها، وأشار إلى أن لبنان لم يكن دائمًا على مستوى هذه المسؤولية، حيث تأخرت في حماية مواطنيها وتراجعت أمام الضغوط الخارجية، مما أدى إلى تفشي اللامساواة وترك المواطن يواجه انهيار العملة الوطنية وتدهور الخدمات العامة.
وأضاف سلام أنه لا ينكر المسؤولية بل يسعى لتحملها، فلا يمكننا إضاعة المزيد من الوقت والفرص، ورغم ما حدث من ضياع، لا يزال في وطننا عناصر قوة قادرة على النهوض، مثل الطاقات البشرية الاستثنائية والثقافة الاجتماعية المنفتحة وروح المبادرة.
الأوضاع الأمنية في لبنان
أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عن تسجيل أكثر من 10 آلاف انتهاك إسرائيلي جوي وبري داخل الأراضي اللبنانية منذ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024، وأكدت أن الاستقرار الهش يسود على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، حيث تقوم قوات حفظ السلام والجيش اللبناني بدوريات يومية لمنع التصعيد والمساهمة في استعادة الاستقرار في جنوب لبنان.
الانتهاكات الإسرائيلية
ذكرت اليونيفيل أن هناك أكثر من 7500 انتهاك جوي ونحو 2500 انتهاك بري منذ بدء اتفاقية وقف الأعمال العدائية، وتم العثور على أكثر من 360 مخبأ للأسلحة تمت إحالتها إلى الجيش اللبناني، كما تم رفع تقارير عن هذه الانتهاكات إلى مجلس الأمن الدولي، وفي الفترة الأخيرة، شن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على لبنان، مستهدفًا البنية التحتية لحزب الله وحركة حماس، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
التوترات المستمرة
في مساء الأربعاء، نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على بلدات جنوب لبنان بعد إنذار المواطنين بالإخلاء، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك استعدادات لشن هجوم يستمر لعدة أيام، وكان قد أقرت الحكومة اللبنانية خطة لحصر السلاح في يد الدولة، بينما يرفض حزب الله الاستجابة لهذه الدعوات، ويستمر التوتر منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي حاول إنهاء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، والذي تحول إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، حيث قُتل أكثر من 4 آلاف شخص وأصيب نحو 17 ألفًا، ولا تزال إسرائيل تحتل بعض التلال اللبنانية منذ عقود، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.


تعليقات