برزت في الآونة الأخيرة رؤية متشائمة من صحيفة هآرتس الإسرائيلية تجاه الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، حيث حذرت من أن إسرائيل تسير نحو فوضى سياسية وأمنية، وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة تسعى لتوسيع نطاق الحرب في غزة ولبنان، بالتزامن مع تقويض مؤسسات الدولة المتبقية، وذلك لحماية نتنياهو من المحاسبة.
تسويق سياسي عبر التصعيد العسكري
تعتقد هآرتس أن إسرائيل تعمل على خلق واقع جديد على الأرض من خلال تكثيف الضربات في غزة واستهداف مواقع حزب الله في لبنان، حيث تسعى لاختبار حدود الاتفاقات الحالية وقدرة الوسطاء الدوليين على التحمل، ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها محاولة لإفشال خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة.
استغلال كارثة 7 أكتوبر سياسيًا
تشير هآرتس إلى أن الصدمة التي خلفها هجوم 7 أكتوبر تحولت إلى أداة سياسية في يد نتنياهو، الذي يسعى لإعادة تسويق نفسه كـ”المسؤول عن الأمن” قبيل الانتخابات، متجاهلاً مسؤوليته عن أكبر إخفاق أمني في تاريخ إسرائيل، كما تطرقت الصحيفة إلى رفضه تشكيل لجنة تحقيق حقيقية خشية من أن تكشف تورطه المباشر في تلك الكارثة.
تطالب هآرتس الرئيس الأمريكي بالتدخل لوقف نتنياهو ودعم الحكومة اللبنانية وتنفيذ خطة السلام، محذرة من نفاد “الشيك السياسي” الذي منحته واشنطن لرئيس الحكومة، وأكدت أن الوضع الحالي يمثل تهديدًا للملكية الديمقراطية ولثقة الجمهور في مؤسسات الدولة.
وتخلص هآرتس إلى أن إسرائيل اليوم لا تواجه أعداءها فقط، بل تواجه نفسها، في ظل قيادة سياسية تستخدم الفشل الأمني لتبرير التصعيد المستمر وتفكيك مؤسسات الدولة، مما يزيد من مخاوف انفجار واسع على الجبهتين الشمالية والجنوبية.


تعليقات