أيام قليلة تفصل لبنان عن زيارة بابل الفاتيكان، بينما تتواصل الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال هذا الحدث الهام، وفي خضم ذلك، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارة على ضاحية بيروت الجنوبية، مما أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة 24 آخرين، حيث استهدفت الغارة الرجل الثاني في حزب الله، هيثم علي طبطبائي، وذلك وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام العبرية.
في ظل هذه الأجواء، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده ستواصل اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لمنع حزب الله وحركة حماس من استئناف نشاطاتهما وإعادة تسليحهما، مشددًا على أن إسرائيل ستستمر في محاربة الإرهاب على عدة جبهات، وذلك في إطار جهودها لحماية الأمن الوطني.
فيديو آخر للغارة الإسرائيلية التي استهدفت حارة حريك pic.twitter.com/HH3dBfPSuf
— LBCI Lebanon News (@LBCI_NEWS) November 23, 2025
من جانبهم، أكد حزب الله أنهم يدرسون الرد المناسب على الغارة، وسيتم الكشف عن ذلك في الوقت الذي يرونه مناسبًا، مشددين على أهمية التمسك بالمقاومة وعدم قبول الاستمرار في الاعتداءات الإسرائيلية، التي تعتبر تجاوزًا لخطوط حمراء جديدة.
أهداف إسرائيل
نقل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن رئيس الأركان إيال زامير قوله إن الغارة استهدفت هيثم علي طبطبائي لأنه كان يقود عمليات إعادة بناء وتسليح حزب الله، مؤكدًا أن نتنياهو أعطى الأمر بشن الهجوم، وأن العمليات العسكرية ستستمر لإزالة أي تهديدات جديدة، في الوقت الذي أكد فيه التزام الجيش بوقف إطلاق النار مع لبنان.
في هذا السياق، يبدو أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الغارة إلى منع أي تقدم سياسي قد يتيح فرصًا للحوار وتحقيق الاستقرار في المنطقة، مما يعزز من احتمالية لجوء لبنان إلى المجتمع الدولي لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة.
تطورات الأوضاع في جنوب لبنان
بالرغم من الهدوء الحذر في جنوب لبنان، فقد استمرت المدفعية الإسرائيلية في استهداف المرتفعات الشمالية لبلدة كفرشوبا، بالإضافة إلى تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق عدد من المناطق الجنوبية.
ردود فعل واسعة
أثارت الغارة ردود فعل قوية، حيث أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الهجوم، مؤكدًا أن إسرائيل تتجاهل الدعوات لوقف اعتداءاتها على لبنان، وأصدرت الرئاسة اللبنانية بيانًا أكدت فيه أن إسرائيل ترفض تطبيق القرارات الدولية، مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي بشكل جاد لوقف هذه الاعتداءات.
كما أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن حكومته ستعمل مع الدول الصديقة لحماية اللبنانيين ومنع أي تصعيد، داعيًا إلى توحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات.
مبادرة عون
أطلق الرئيس اللبناني جوزاف عون مبادرة أمنية وسياسية شاملة تهدف إلى بسط سيادة الدولة على الحدود الجنوبية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، حيث أبدى استعداد الجيش اللبناني لاستلام النقاط الحدودية المحتلة من قبل إسرائيل، شريطة توقف الانتهاكات والانسحاب الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط، مما يشير إلى سلاح حزب الله وأعلن عن استعداد لبنان للتفاوض تحت رعاية دولية لوقف الاعتداءات بشكل نهائي.
تسعى هذه المبادرة إلى إعادة بسط سلطات الدولة اللبنانية بالكامل جنوب نهر الليطاني، وإنهاء وجود أي سلطة عسكرية أخرى في المنطقة، مما يعكس التزام لبنان بالاستقرار والأمن في المنطقة.


تعليقات