«احترام المسنين وتقديرهم».. نص خطبة الجمعة الجاية 28 نوفمبر 2025

«احترام المسنين وتقديرهم».. نص خطبة الجمعة الجاية 28 نوفمبر 2025

في خطبة الجمعة القادمة، سيتناول الموضوع الهام “توقير كبار السن وإكرامهم”، حيث يُعتبر كبار السن جزءًا لا يتجزأ من مجتمعنا، فهم الذين بذلوا الكثير من الجهد والتضحية في حياتهم، لذا يجب علينا احترامهم وتقديم الدعم لهم في مرحلة ضعفهم وكبر سنهم، فالإسلام قد أوصى بإكرامهم، وجعل ذلك من مظاهر الإيمان، كما ورد في الأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية معاملتهم بلطف واحترام، فنحن بحاجة إلى تعزيز هذه القيم في حياتنا اليومية، فكلما احترمنا كبار السن، كلما أضفنا لمسة إنسانية لمجتمعنا، وبهذا نكون قد أدرنا دفة حياتنا نحو الأفضل.

موضوع خطبة الجمعة 28 نوفمبر 2025

توقير كبار السن وإكرامهم

أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 28 نوفمبر 2025، والذي يوافق 7 جمادي الآخرة 1447 هـ بعنوان "توقير كبار السن وإكرامهم".

الحمد لله والشهادات

الحمد لله رب العالمين، نحمده ونشكره على نعمه التي لا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، قال في كتابه العزيز: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" سورة الإسراء 23

الإنسان ومراحله الثلاث

أما بعد، أيها المسلمون، فإن الإنسان يمر بثلاث مراحل رئيسية في حياته، حيث يبدأ ضعيفًا في مرحلة الطفولة، ثم يشتد عوده في مرحلة الشباب، وبعدها يعود ضعيفًا في مرحلة الكبر، وهي محور حديثنا اليوم، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المراحل في قوله تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ" سورة الروم 54

حاجة كبار السن للدعم

أيها المسلمون، إن الإنسان في لحظات ضعفه وكبره يحتاج بشدة إلى من يساعده، ليشعر بالأمان وأنه ليس وحده، هؤلاء الأشخاص يستحقون منا كل دعم وعون تكريمًا لما قدموه في حياتهم من أجلنا، كما قال الله تعالى: "هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ" سورة الرحمن 60

تعاليم الإسلام في معاملة كبار السن

أيها المسلمون، إن المنهج الإسلامي في معاملة كبار السن يتسم بالعظمة، حيث قال النبي ﷺ كما ورد في حديث صحيح: "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا" وأيضًا ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم"

مظاهر إكرام كبار السن في السنة

هناك مظاهر عديدة لإكرام كبار السن في السنة النبوية، منها أن النبي ﷺ كان يقدم كبار السن عند شرب الماء، فعن ابن عباس قال: "كان رسول الله ﷺ إذا سُقِيَ قال: ابدؤوا بالكبراء" ومن توجيهاته أيضًا أن يبدأ الصغير بالسلام على الكبير، كما في الصحيحين: "يسلم الصغير على الكبير"

احترام كبار السن في جميع الظروف

بل انظروا إلى احترام الإسلام لكبار السن حتى في الحروب، فقد جاء عند الطبراني بسند صحيح: "كان رسول الله ﷺ إذا بعث سرية يقول: لا تقتلوا شيخًا كبيرًا" وقد سار الصحابة الكرام على هذا النهج، فعن عمر رضي الله عنه حين رأى شيخًا يهوديًا يتسول قال له: "والله ما أنصفناك! نأخذ منك في شبابك ثم نضيعك في شيخوختك!" ثم أمر له من بيت مال المسلمين

الرعاية في الآخرة

لقد حظى كبار السن في الإسلام برعاية خاصة، وإكرام الله لهم لا يتوقف عند الدنيا، بل يمتد للآخرة، كما ورد في حديث صحيح: "مَن شاب شيبةً في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة"

واجبنا تجاه كبار السن

لذا يجب علينا احترام كبار السن وعدم مزاحمتهم في الطرقات، وعدم دفعهم في وسائل المواصلات، بل ينبغي علينا أن نقوم من مجالسنا لهم، ونساعدهم بقدر استطاعتنا.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء وشر.

Google News تابعوا آخر أخبار إقرأ نيوز عبر Google News
واتساب اشترك في قناة إقرأ نيوز على واتساب
تيليجرام انضم لقناة إقرأ نيوزعلى تيليجرام