ليه أمريكا ودعت «براولر» أسطورة التشويش الجوي

ليه أمريكا ودعت «براولر» أسطورة التشويش الجوي

طائرة الهجوم الإلكتروني “براولر إي إيه-6بي” كانت رمزًا للقوة الجوية الأمريكية، حيث خدمت منذ عام 1971 وقدمت دعمًا حيويًا في العديد من النزاعات، مثل فيتنام والعراق. رغم تراجعها عن الخدمة في 2019، لم يكن السبب تقادم قدراتها بل ارتفاع تكاليف صيانتها. الطائرة كانت مزودة بأنظمة تشويش متطورة وطاقم متخصص، مما جعلها أداة لا غنى عنها في إدارة الحرب الإلكترونية. ومع ظهور طائرة “غراولر إي إيه-18جي” المتطورة، تتجه القوات الأمريكية نحو استراتيجيات جديدة تعتمد على تنوع المنصات، لكن تبقى “براولر” رمزًا لتفوق الولايات المتحدة في الفضاء الكهرومغناطيسي.

خروج طائرة براولر إي إيه-6بي من الخدمة

أسباب إنهاء الخدمة

لم يكن خروج طائرة الهجوم الإلكتروني براولر إي إيه-6بي من الخدمة بسبب تقادم تقني أو ضعف في قدراتها، بل كان نتيجة لتقدم هياكلها الجوية في العمر وارتفاع تكاليف صيانتها بشكل ملحوظ على مر الزمن.

تاريخ الطائرة وأهميتها

هذه الطائرة التي دخلت الخدمة عام 1971، طورتها شركة "غرومان" بناءً على تصميم طائرة إنترودر إيه-6، وكانت لعقود طويلة تمثل العمود الفقري لقدرة البحرية الأمريكية على السيطرة على الفضاء الكهرومغناطيسي في ساحات القتال.

التطوير والقدرات

جرى تطوير الطائرة لتحتوي على أنظمة تشويش متقدمة ومعدات استشعار إلكترونية، بالإضافة إلى طاقم مدرب على إدارة الحرب الإلكترونية، مما جعلها منصة حيوية في عمليات عسكرية تمتد من فيتنام إلى العراق وأفغانستان وليبيا.

تصميم الطائرة

كانت "براولر" تتميز ببدن أطول من طائرة "إنترودر"، مما أتاح لها احتواء قمرة قيادة تتسع لأربعة أفراد: طيار وثلاثة ضباط حرب إلكترونية، ورغم أنها ليست سريعة مقارنة بالمقاتلات الحديثة، إلا أن سرعتها كانت كافية لتجاوز معظم الأهداف البرية والبحرية، كما كانت تتمتع بقدرة عالية على الثبات والتحليق لفترات طويلة، بالإضافة إلى حمولة كبيرة مكّنتها من تنفيذ مهام إلكترونية معقدة تمتد لساعات

نظام التشويش المتقدم

كان من أبرز ما يميز هذه الطائرة نظام التشويش التكتيكي "إيه إن/إيه إل كيو-99"، وهو مجموعة متقدمة من الحاضنات الإلكترونية القادرة على تعطيل أنظمة الرادار وقطع الاتصالات وتعمية الدفاعات الجوية المعادية على نطاق واسع، كما زُودت الطائرة بصواريخ مضادة للإشعاع من طراز "هارم" AGM-88، مما يتيح لها ليس فقط التشويش على الرادارات، بل تدميرها بالكامل.

دورها في النزاعات

أصبحت هذه القدرات تجعل "براولر" عنصرًا أساسيًا في حماية الهجمات الجوية في فيتنام، وفي تحييد الدفاعات الجوية العراقية خلال حرب الخليج، وفي تقديم التشويش والمراقبة الإلكترونية خلال الحملات العسكرية في كوسوفو وأفغانستان والعراق.

التقاعد والتطورات الجديدة

إنهاء الخدمة

رغم مكانة الطائرة وقدراتها المؤثرة، أنهت البحرية الأمريكية خدمتها بالكامل في عام 2019، وكان القرار ناتجًا عن تقادم هياكل الطائرات التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف صيانتها إلى مستوى لم يعد عمليًا، فضلًا عن دخول أنظمة أحدث وأكثر تطورًا.

الطائرة البديلة

حلّت مكانها طائرة الحرب الإلكترونية المتقدمة غراولر إي إيه-18جي، وهي نسخة مطوّرة من المقاتلة "سوبر هورنت"، وتتمتع بقدرة أكبر على التعامل مع التهديدات الحديثة.

تحول في الاستراتيجية العسكرية

يمثل خروج "براولر" من الخدمة تحولًا في العقيدة العسكرية الأمريكية، حيث تتجه واشنطن نحو نشر القدرات الإلكترونية على منصات متعددة بدلًا من الاعتماد على طائرة واحدة ضخمة تحمل كادرًا كاملًا من المتخصصين، فالحرب الإلكترونية الحديثة تُدار عبر مجموعة متنوعة من الأدوات تشمل الطائرات الشبحية، والقدرات السيبرانية، والطائرات المسيرة، والسفن، ومنظومات الاستشعار المتصلة بشبكات قتالية مشتركة.

إرث الطائرة

ومع ذلك، تبقى "براولر" رمزًا لفترة كاملة من تفوق الولايات المتحدة في الفضاء الكهرومغناطيسي، إذ وفرت على مدى عقود مظلة حماية جوية مكّنت القوات الأمريكية من تنفيذ عمليات عالية الخطورة في بيئات معادية دون خسائر كبيرة.

المواصفات الفنية

معلومات عامة

  • سنة دخول الخدمة: 1971
  • عدد الطائرات المنتَجة: 170 طائرة
  • الطول: 18 مترًا
  • باع الجناح: 16.15 مترًا
  • الوزن الأقصى للإقلاع: 27670 كغم
  • السرعة القصوى: 1050 كم/ساعة تقريبًا
  • المدى: نحو 3745 كيلومترًا وفق طبيعة المهمة
  • سقف الارتفاع: نحو 11500 متر
  • التسليح والحمل: خمس نقاط تعليق، حمولة تصل إلى 8164 كغم، منظومات حرب إلكترونية متقدمة
  • الطاقم: أربعة أفراد (طيّار وثلاثة ضباط حرب إلكترونية)

تم تحديثه السبت 2025/11/29 09:30 م بتوقيت أبوظبي

Google News تابعوا آخر أخبار إقرأ نيوز عبر Google News
واتساب اشترك في قناة إقرأ نيوز على واتساب
تيليجرام انضم لقناة إقرأ نيوزعلى تيليجرام