كشفت دراسة حديثة من جامعة عبدالمالك السعدي في المغرب عن انتشار متزايد للطحلب البني الغازي “روغولوبتريكس أوكامورايي” على الساحل الشمالي، حيث تم رصد كميات ضخمة منه منذ ظهوره عام 2017، مما أثر بشكل كبير على البيئة والاقتصاد، خصوصًا في قطاع الصيد، حيث أفاد 91% من الصيادين بتراجع دخلهم بسبب تأثير الطحلب على جودة المصيد وزيادة تكاليف العمل، ومع ارتفاع درجات حرارة سطح البحر، أصبح من الضروري وضع استراتيجيات فعالة لمراقبة هذا الغزو البيولوجي وإشراك المجتمعات المحلية في الحلول المناسبة قبل تفاقم الآثار السلبية على البيئة والاقتصاد المحلي.
دراسة تكشف عن انتشار طحالب غازية في الساحل الشمالي للمغرب
ظهور الطحلب وتأثيراته
كشفت دراسة قام بها باحثون من جامعة عبدالمالك السعدي في المغرب عن انتشار مثير للقلق لأحد الطحالب البنية الغازية على طول الساحل الشمالي، حيث منذ ظهوره الأول في عام 2017، شهد الطحلب المعروف باسم "روغولوبتريكس أوكامورايي" زيادة ملحوظة في معدلات انتشاره، دون أن يخضع حتى الآن لتقييم رسمي للمخاطر رغم تأثيراته البيئية والاقتصادية الواضحة.
تفاصيل الدراسة
اعتمدت الدراسة التي حصلت عليها إقرأ نيوز على مسوحات ميدانية تمت بين عامي 2019 و2022، وسجلت انتشارًا واسعًا لكميات ضخمة من هذا الطحلب، حيث امتد من الحسيمة إلى العرائش، مع تسجيل أعلى التراكمات في مديق عام 2019 بواقع 358 طنًا من الكتلة الطازجة وفي أصيلا عام 2021 حيث بلغت 242 طنًا.
الأثر الاقتصادي
كشفت المقابلات التي أجريت مع الصيادين المحليين ضمن الدراسة عن تأثير اقتصادي مباشر، حيث أكد 91% من الصيادين أنهم فقدوا جزءًا من دخلهم بسبب الطحلب، الذي يعيق الشباك ويؤثر على جودة المصيد ويزيد من تكاليف العمل.
درجات حرارة البحر
تشير البيانات البيئية إلى أن درجات حرارة سطح البحر، التي نادرًا ما تقل عن 15 درجة مئوية وتصل إلى 26.9 درجة صيفًا، ساعدت على تكاثر الطحلب وانتشاره السريع في المنطقة.
فجوة معرفية
تظهر الدراسة وجود فجوة معرفية مقلقة، حيث تظل الأبحاث حول هذا النوع الغازي محدودة في المغرب رغم إدراجه ضمن القائمة الوطنية للأنواع البحرية الدخيلة، كما أن تأثيره تجاوز الجوانب البيئية ليصل إلى قطاعات رئيسية مثل الصيد البحري، الذي يُعتبر أحد أعمدة الاقتصاد المغربي، والسياحة الساحلية التي تعتمد على نظافة الشواطئ وجودة المشهد البحري.
الحاجة إلى استراتيجيات فعالة
تشير النتائج إلى أن السواحل المغربية، خصوصًا في شمال غرب البلاد، تمثل منطقة حساسة بيئيًا واقتصاديًا، مما يجعلها بحاجة ماسة إلى خطط مراقبة وتقييم للمخاطر، بالإضافة إلى استراتيجيات إدارة فعالة للحد من تأثيرات هذا الغزو البيولوجي.
دعوة لتطوير برامج متابعة
تدعو الدراسة، التي تعتبر قاعدة بيانات أولية مهمة، إلى الإسراع في تطوير برامج متابعة علمية منتظمة، وفهم أوضح للعوامل البيئية التي تدعم انتشار هذا الطحلب، مع ضرورة إشراك المجتمعات المحلية في وضع حلول تتماشى مع احتياجات قطاع الصيد والسياحة، قبل أن يتفاقم العبء البيئي والاقتصادي لهذا الغزو البحري الصامت.
تم تحديثه الأحد 2025/11/30 12:57 م بتوقيت أبوظبي


تعليقات