الإخوان في سجلات التاريخ

الإخوان في سجلات التاريخ

في خبر يثير اهتمام الكثيرين، تم الإعلان عن سقوط جماعة الإخوان المسلمين بشكل نهائي بعد سنوات من التخريب والفوضى التي زرعتها في المجتمعات العربية، حيث كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن قرار تاريخي بتصنيف بعض فروع الجماعة كمنظمات إرهابية، مما يمهد الطريق لمحاسبتها سياسيًا وقانونيًا في عدة دول، وقد أثبتت الأحداث أن التنظيم الذي حاول استغلال الدين لتحقيق أهدافه، لم يعد له مكان في الساحة السياسية بعد أن تفككت بنيته وأفكاره، مما يعكس وعي المجتمعات التي تجاوزت خطابهم الزائف وتجاوزت كل محاولاتهم لإعادة إنتاج أنفسهم، وهذا يعد تحولًا كبيرًا في مواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة.

سقوط جماعة الإخوان المسلمين

نهاية المشروع التخريبي

يمكننا الآن أن نعلن للعالم عن سقوط جماعة الإخوان المسلمين نهائيًا، بعد عقود من التخريب المنهجي، وسقط معهم بالكامل المشروع التخريبي الذي تآكل من الداخل والخارج، فالتنظيم الذي اعتمد على عباءة الدين كغطاء لتوسيع نفوذه عبر الفوضى والفتن، وصل اليوم إلى ذروة السقوط المدوي في كل الأماكن التي حاول زرع الفوضى فيها.

شهادة وفاة الجماعة

شهادة وفاة الجماعة الإرهابية تم توقيعها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر أمر تنفيذي يقضي بدراسة تصنيف بعض فروع الجماعة كمنظمات إرهابية، ومن هنا يمكننا أن نقول إن العدّ التنازلي لمشروع التنظيم الدولي قد بدأ، فالقرار يمهد الطريق للمحاسبة السياسية والقانونية في عواصم مثل القاهرة وبيروت وعمان، وكشف عن تورط الجماعة في تحالفات مع مليشيات مثل حماس وحزب الله، وسجل لحظة فارقة في تاريخ الجماعة.

الجماعة في السودان

في السودان، وجدت الجماعة ساحة مناسبة لإعادة صياغة نفوذها، دخلت من خلال العسكر، وتوغلت داخل دوائر القرار عبر تحالفها مع جنرالات بورتسودان، وسيطرت بشكل كامل على عبدالفتاح البرهان، وكان واضحًا أن قيادة التنظيم في السودان اعتمدت على تكتيك "الحكم من الخلف"، واستثمرت في الحرب لإعادة إنتاج نفسها، وقد أكد المراقبون مسؤولية هذه الجماعات عن حرف السودان عن مساره السياسي، مما رسخ موقفًا عالميًا ثابتًا لمواجهة مشروع التغلغل الإخواني بالمكاشفة والوضوح.

موقف دولة الإمارات

عندما تبنت دولة الإمارات مشروعًا شاملًا لمواجهة الإخوان منذ الربيع العربي، تجاوزت الخطابات إلى تطبيقات ميدانية، وبنت تحالف عربي متماسك، وأطلقت مبادرات فكرية وسياسية واقتصادية لمحو آثار التنظيم التخريبي، ودعمت السودان بأكثر من 4 مليارات دولار، وأسهمت في استقرار مصر خلال المراحل الانتقالية، وأوقفت تمدد الجماعة في اليمن عند بوابة عدن.

خريطة صد ضد التطرف

كل ذلك شكل خريطة صد حقيقية ضد التطرف العابر للحدود، ففي ليبيا مثلًا، انهارت الجماعة بعد أن فقدت قدرتها على تحويل العاصمة إلى قاعدة خلفية للتنظيم الدولي، وفي الأردن، أغلق القرار السيادي أبواب المناورة التنظيمية وأوقف تمددهم داخل بنية الدولة، وكذلك في مصر، حيث طوقت الإجراءات الأمنية والقضائية عناصر التنظيم وكشفت خلاياه، وكل مشروع إخواني قام على التضليل والخداع سقط أمام يقظة مؤسسات الدولة.

الإعلام الإخواني

الجميع لاحظ أن قنوات الجماعة الإعلامية تحولت إلى أدوات فجة للتحريض، وكان طبيعيًا أن تفقد هذه القنوات جمهورها وتتلاشى قدرتها على التأثير، فالخطاب الذي كان يروج "للاعتدال" انكشف على حقيقته كمصنع دعائي للفوضى، حيث إن معارك الوعي التي تقودها الشعوب أفقدت منصاتهم مصداقيتها، وتحولت أبواقهم إلى صدى هش يعيد إنتاج الكراهية بلغة خشبية.

تحركات العواصم الأوروبية

بالطبع، لاحظنا أيضًا أن عواصم القرار الأوروبي انتقلت من الحذر إلى الفعل، ففي النمسا وفرنسا وألمانيا وإيرلندا وغيرها من الدول الغربية، بدأت خطوات تقنين وتفكيك المنظومات الإخوانية داخل أراضيها، وتم تفكيك واجهاتهم "الناعمة"، وتعقبت شبكات تمويلهم، بعد أن أسس التصنيف الأمريكي مبررًا قانونيًا للملاحقة، فقد فقد الإخوان الغطاء الدولي، وتكشفت مؤسساتهم الوهمية وأسماؤهم المستعارة.

تفكك التنظيم

تفتت التنظيم في مراكزه القيادية، وتصدعت بنيته الفكرية، فقد بدا أن جبهتي لندن وإسطنبول تتنازعان الولاء والتمويل، بينما تسود حالة من التمرد بين الصفوف الوسطى، والهاربون منهم – الذين يحاولون القفز من السفينة الغارقة كالفئران – يتصارعون على فتات المشروع المتآكل، فيما تغيب المرجعية ويعاد إنتاج الخلافات داخل التنظيم ذاته، المشروع الفكري دخل مرحلة التفكك، ولم يعد يملك أدوات البناء أو القدرة على الإقناع.

النهاية الأليمة

سقوط الجماعة حمل وجوهًا سياسية وفكرية وأخلاقية، فالتنظيم الذي ملأ الساحات بشعارات "النهضة" و"الحكم الرشيد"، غادر المشهد بعد أن أثبت عجزه عن التعايش مع الدولة والمجتمع، ويمكن القول إن الإخوان تحولوا إلى ذكرى قاتمة، محفوظة في أرشيف التاريخ كدليل على كيف يمكن للأيديولوجيا أن تتحول إلى عبء دموي، وأن الشعوب تجاوزت خطابهم، وأن الدول أغلقت منافذهم، وأن المرحلة القادمة تُكتب بلا وجودهم.

مقالات ذات صلة

ملاحظات

الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجه إقرأ نيوز.

Google News تابعوا آخر أخبار إقرأ نيوز عبر Google News
واتساب اشترك في قناة إقرأ نيوز على واتساب
تيليجرام انضم لقناة إقرأ نيوزعلى تيليجرام