بيضة على رأس بارديلا.. هل هو حادث عابر ولا توتر بيزيد في فرنسا

بيضة على رأس بارديلا.. هل هو حادث عابر ولا توتر بيزيد في فرنسا

تعرض جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني، لاعتداء عبر كسر بيضة على رأسه خلال فعالية في جنوب غرب فرنسا، مما أعاد إلى الواجهة أزمات السياسة في البلاد. الحادث، الذي اعتبره البعض جزءاً من مناخ سياسي متوتر، يسلط الضوء على تراجع الحدود بين الاحتجاج والعنف الرمزي. الخبراء يرون أن هذه الاعتداءات تعكس أزمة ثقة بين النخبة السياسية والجمهور، مع تزايد الاستقطاب الاجتماعي. بارديلا، الذي انتقد صمت خصومه، يشعر بأن الحملات الانتخابية المقبلة يجب أن تُجرى في أجواء خالية من العنف، حيث يمثل هذا الاعتداء خطوة نحو تصعيد أكبر في المشهد السياسي الفرنسي.

تحديث الأحداث السياسية في فرنسا.

تم تحديثه الإثنين 2025/12/1 05:37 م بتوقيت أبوظبي

اعتداء على جوردان بارديلا.

تعرض جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني المعروف بأقصى اليمين، لاعتداء يسلط الضوء على الأزمات السياسية في فرنسا، حيث كُسرت بيضة على رأسه خلال فعالية في جنوب غرب فرنسا، ويعتبر الخبراء أن هذا الحادث لا يمكن اعتباره مجرد فعل عابر أو احتجاج رمزي، بل هو جزء من مناخ سياسي واجتماعي يتزايد فيه التوتر وتختفي الحدود بين الاحتجاج والعنف الرمزي، وقد أدى الحادث إلى توقيف رجل في السبعين من عمره ووضعه في الحجز الاحتياطي.

تصريحات بارديلا.

وفي تعليقه على الحادث، وصف بارديلا ما حدث بأنه يعكس "تغوّل العنف في النقاش الديمقراطي" في فرنسا، ووجه اتهامات مباشرة إلى "أقصى اليسار" وحركة فرنسا الأبية، وأكد رفضه أن تُجرى الحملات الانتخابية المقبلة في أجواء يسودها العنف، منتقداً ما أسماه "الصمت الكبير" في الساحة السياسية وعدم صدور إدانات كافية من خصومه.

سجل الاعتداءات.

بالنظر إلى السنوات الأخيرة، يتبين أن الاعتداءات الرمزية أو الجسدية ضد السياسيين ليست جديدة في الحياة العامة الفرنسية، حيث تعرض الرئيس إيمانويل ماكرون لصفعة أثناء جولة في يونيو 2021، كما تعرض رئيس الوزراء الأسبق مانويل فالس للرشق بالطحين في عام 2017، وزعيم حزب فرنسا الأبية، جان-لوك ميلينشون، تعرض لهجوم طفيف في 2022، فيما يتعرض إريك زيمور ومارين لوبان لاعتداءات متكررة بمقذوفات رمزية مثل الموز والبيض والطحين، وتعتبر هذه الحوادث جزءاً من ثقافة الاحتجاج الميداني الفرنسية.

احتقان متصاعد؟

من جانبها، قالت الباحثة السياسية نونا ماير إن تزايد الاعتداءات يرتبط بارتفاع منسوب الاستقطاب السياسي والاجتماعي، ورأت أن حادثة بارديلا تعكس توتراً أعمق في المجتمع الفرنسي، خصوصاً مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وزيادة صعود أقصى اليمين في استطلاعات الرأي، وأشارت إلى أن العنف السياسي غالباً ما يستهدف الرموز الأكثر حضوراً في المشهد العام، مما ينطبق على بارديلا.

أزمة ثقة.

بدوره، أشار أستاذ العلوم السياسية، دومنيك رينييه، إلى أن واقعة بارديلا تعكس أزمة الثقة بين النخبة السياسية الفرنسية والفرنسيين، نتيجة لتآكل الهيبة التقليدية للطبقة السياسية، وتوسع ثقافة المواجهة المباشرة بين الجمهور والسياسيين، معتبراً أن العمل الرمزي مثل كسر البيض والطحن قد يُعتبر شكلاً مشروعاً للاحتجاج، حتى وإن كان القانون يجرمه، ورأى أن الخطر لا يكمن في الحوادث نفسها بل في تحولها إلى نمط معتاد قد يشجع على تجاوزات أكبر مستقبلاً.

قد يبدو الاعتداء ببيضة حدثاً بسيطاً، لكنه يسلط الضوء على جرحٍ عميق في فرنسا، التي تدخل مرحلة سياسية شديدة الحساسية، حيث يُخشى أن تتحول المواجهات الرمزية إلى احتكاكات أخطر.

Google News تابعوا آخر أخبار إقرأ نيوز عبر Google News
واتساب اشترك في قناة إقرأ نيوز على واتساب
تيليجرام انضم لقناة إقرأ نيوزعلى تيليجرام