في الثاني من ديسمبر، نحتفل بعيد الاتحاد الرابع والخمسين، حيث يعود إلينا ذلك الشعور الدافئ الذي يذكّرنا بطفولتنا، فنسترجع لحظات جميلة مع أعلام الإمارات التي ترفرف في كل مكان، تعكس حبنا وانتماءنا لوطننا الغالي، فالإمارات ليست مجرد أرض، بل هي وطن يحتضن الجميع، ويجمع بين مواطنين ومقيمين في لحظات من الفخر والاعتزاز، ومع مرور السنوات، نرى كيف أن القيادة الحكيمة قد أسست لنهضة شاملة، حيث تواصل البلاد تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات، من الدبلوماسية إلى الاقتصاد والسياحة، مما يعكس الرؤية الثاقبة للمؤسسين ويؤكد على أهمية الاتحاد كقوة دافعة نحو مستقبل مشرق، فكل عام والإمارات بألف خير، ودائمًا تسير نحو آفاق أرحب.
عيد الاتحاد الرابع والخمسون
في الثاني من ديسمبر، يحتفل عيد الاتحاد الرابع والخمسون، ويعود معه ذلك الشعور الدافئ الذي يملأ قلوبنا منذ الصغر،.
ذكريات الطفولة
ما زلت أسترجع في ذهني الأعلام الإماراتية وهي ترفرف في الشوارع، تزين السماء بألوانها، وتملأ الروح يقينًا بأن هذا الوطن هو أكثر من مجرد مكان، إنه حضن يجمعنا جميعًا، مواطنين ومقيمين، كبارًا وصغارًا، ويلفنا في لحظة واحدة من الانتماء والفخر والحب،.
إنجازات الإمارات
يأتي عيد الاتحاد الرابع والخمسون، والإمارات أكثر تألقًا، فالسنوات تمر، لكن الوطن يواصل مسيرته في النمو، ففي كل صباح تفتح البلاد صفحة جديدة من التنمية والنهضة، تعزز استقرار الإنسان وترفع من شأنه وكرامته، وما يميز هذه المرحلة هو السكينة التي تبثها القيادة الحكيمة في النفوس، قيادة تنظر لكل فرد بعين الرعاية والمحبة، وتؤمن بأن ازدهار الإنسان هو جوهر المشروع الوطني بأسره،.
مسيرة الشيخ زايد
منذ انطلاقة المسيرة المباركة عام 1971، وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيب الله ثراه"، الأساس لرؤية لا تزال نابضة بالحياة حتى اليوم، فقد رأى زايد أن الإنسان هو البوصلة، وأن بناء الدولة يبدأ ببناء الإنسان، واليوم يكمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله"، هذه المسيرة بإيمان راسخ بأن الاتحاد هو أعظم إنجاز في تاريخ الإمارات، وأن الحفاظ عليه وتطويره مسؤولية مشتركة تتوارثها الأجيال،.
الاحتفالات والإنجازات الدبلوماسية
لم يكن احتفال الإمارات بعيد الاتحاد هذا العام مجرد احتفال رمزي، بل هو شهادة جديدة على ريادة وطن يواصل ترسيخ مكانته في الإقليم والعالم، ففي عام 2025، عززت الإمارات من حضورها الدبلوماسي الفاعل، مسهمةً في جهود إنهاء الحرب على غزة، وداعمةً لمسار سياسي يقوده المدنيون لوقف الصراع في السودان، كما سعت لخفض التوتر بين الهند وباكستان، وبين إيران وإسرائيل، وكانت منصة للحوار بين أرمينيا وأذربيجان، واستمرت وساطتها بين روسيا وأوكرانيا عبر سبعة عشر جولة تبادل خلالها 4641 أسيرًا، وبالتوازي، سجلت حضورًا بارزًا في قمم دولية كبرى،.
التطورات الاقتصادية
وعلى الصعيد الاقتصادي، حافظت دولة الإمارات على مكانتها كأحد أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، مع توقعات صندوق النقد الدولي بتحقيق نمو بنسبة 4.8%، وبلغت التجارة الخارجية غير النفطية في النصف الأول من العام 1.7 تريليون درهم، فيما أقرّت الدولة أكبر ميزانية اتحادية في تاريخها لعام 2026 بقيمة 92.4 مليار درهم، وأطلقت الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، وبرنامج "الإمارات مركز عالمي للتجارة"، ليجذب ألف شركة دولية،.
السياحة والمشاريع الثقافية
أما القطاع السياحي، فقد حقق أرقامًا لافتة، إذ ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي إلى 257.3 مليار درهم، واستقبلت المنشآت الفندقية 16.1 مليون نزيل خلال النصف الأول، إضافة إلى فوز شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، كما شهدت الدولة مشاريع نوعية، ومتاحف بارزة تعزز الحضور الثقافي للدولة،.
تحديث المنظومة التشريعية
وتابعت الإمارات تحديث منظومتها التشريعية بإطلاق قوانين جديدة تتعلق بالأمن المجتمعي والخدمات، من إنشاء الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات، إلى الهيئة الاتحادية للإسعاف والدفاع المدني، وقانون أحوال شخصية جديد، إلى جانب منظومة تشريعية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وشهد العام 2025 استراتيجيات بعيدة المدى في الأمن السيبراني، واستقطاب المواهب، وتصفير البيروقراطية، وتنظيم التطوع، وتعزيز نمو الأسرة ضمن رؤية 2031،.
العمل الإنساني
إن ريادة الإمارات في العمل الإنساني تظل علامة فارقة في مسيرتها، فقد حافظت على موقعها بين أكبر المانحين عالميًا، وقدمت مساعدات بقيمة 1.46 مليار دولار، وأكثر من 9.4 مليارات درهم لغزة منذ بداية الأزمة، إلى جانب مساعدات كبرى للسودان واليمن ودول عديدة حول العالم،.
التنافسية العالمية
وفي التنافسية العالمية، تبوأت الإمارات مركزًا ضمن الخمسة الكبار عالميًا، وتصدرت العالم للعام الرابع في مؤشر ريادة الأعمال، وجاءت في المرتبة العاشرة عالميًا في مؤشر القوة الناعمة لعام 2025،.
جهود حماية البيئة
أما في المجال البيئي، فواصلت الإمارات جهودها في حماية الطبيعة من خلال توسعة المحميات، ومشاريع الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين، وفي رحلة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، سجلت الدولة تقدمًا لافتًا، إذ بلغت نسبة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي 97%، وتجاوز عدد المبرمجين 450 ألفًا، وشهد العام إطلاق مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي-الأمريكي بسعة 5 جيجاوات، وإطلاق مبادرة عالمية بمليار دولار لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي في أفريقيا،.
إنجازات مستمرة
إن هذه الإنجازات ليست سوى امتداد طبيعي لفلسفة الاتحاد، ذلك المشروع الحضاري الذي ربط الماضي بالمستقبل، وحوّل التحديات إلى فرص، وجسد فكرة أن الوحدة ليست قرارًا سياسيًا فحسب، بل رؤية تنموية شاملة تعزز الهوية الوطنية، وتحمي القيم الإسلامية والعربية، وتمنح الإنسان مكانته المستحقة، فقد استطاع الاتحاد أن يصنع دولة قوية، مرنة، واثقة، تجمع بين القوة الناعمة والصلبة، وتقدم نموذجًا أخلاقيًا وسياسيًا واقتصاديًا ملهمًا في عالم مضطرب،.
تجديد العهد
واليوم، في عيد الاتحاد، نجدد العهد بأن نحمل هذه الراية كما حملها المؤسسون، وأن نغرس في الأجيال القادمة الإيمان بأن الإخلاص للاتحاد هو الإخلاص للمستقبل، وأن الحفاظ على قيمه هو الحفاظ على وطن يحتضن الجميع ويمنحهم فرصة العطاء والإبداع،.
تهنئة بالعيد
كل عام والإمارات قيادةً وشعبًا ومقيمين بألف خير، وكل عام والوطن يزهو بقلوب أبنائه، ويتقدم بثقة نحو آفاق أرحب، لتظل الإمارات، كما كانت دائمًا، منارة سلام وتنمية وإنسانية،.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة.


تعليقات