في عام 2025، حققت الإمارات إنجازات ثقافية بارزة تعكس تطورها المستمر منذ تأسيسها قبل 54 عامًا، حيث تم افتتاح خمسة متاحف جديدة، بما في ذلك متحف زايد الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي، مما يعزز مكانتها كوجهة عالمية للمعرفة والإبداع. كما تم إدراج “الفاية” ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يبرز حرصها على صون التراث الثقافي. وفي معرض الشارقة الدولي للكتاب، تم إطلاق “مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس”، ليكون مرجعًا مهمًا للباحثين. تتواصل الإمارات في تعزيز هويتها الثقافية وتحقيق إنجازات ملهمة تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
حققت الإمارات إنجازات ثقافية متميزة خلال عام 2025، وذلك في إطار مسيرتها التي بدأت منذ 54 عامًا في مثل هذا اليوم.
هذه الإنجازات كانت شاهدة عليها علم دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ أن رفعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأول مرة في الثاني من ديسمبر عام 1971، في “دار الاتحاد” بإمارة دبي، بمناسبة إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات، دولة مستقلة ذات سيادة، وبحضور إخوانه المؤسسين، وتستمر هذه الإنجازات في العهد الزاهر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وتحتفل الإمارات اليوم بعيد الاتحاد الـ 54، الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس الدولة، في وقت أصبحت فيه الإمارات وجهة عالمية للمعرفة والإبداع والثقافة والبحث العلمي، وتحل هذه المناسبة في الوقت الذي تستعد فيه الإمارات لافتتاح متحف زايد الوطني، غدًا في قلب المنطقة الثقافية في السعديات، والتي تُعد من أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، كما تأتي بعد أيام من افتتاح متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي 20 نوفمبر الماضي، وافتتاح متحف بعد تطوير شامل قبل شهر، وافتتاح متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي” للفنون الرقمية في أبريل الماضي، وإطلاق متحف دبي للفنون في أكتوبر الماضي، كما شهد العام الجاري إنجاز تاريخي في مجال صون التراث الثقافي، بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي قرارًا بإدراج “الفاية” في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وعلى صعيد إنجازاتها الثقافية، شهدت الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2025 إطلاق “مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس”، الذي يتكون من 33 مجلداً، وبفضل جهود القيادة الرشيدة، تستمر راية الإبداع الإماراتية في التحليق عالية، شاهدة على مكانة تتعاظم وإنجازات تتزايد بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات، مؤسسين للدولة نحو مستقبل زاهر في مئويتها 2071.
5 متاحف
شهد العام الجاري إعلان الإمارات عن افتتاح 4 متاحف، وإطلاق متحف خامس، في إنجازات ثقافية مهمة تعزز ريادتها الثقافية، حيث شهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في 20 نوفمبر الماضي، حفل الافتتاح الرسمي لمتحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي، والذي يمتد على أكثر من 35,000 متر مربع، ويُعد أكبر متحف من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على استعراض الإرث والتاريخ الطبيعي للمنطقة العربية، ويعزز افتتاح متحف التاريخ الطبيعي مكانة دولة الإمارات على خريطة الثقافة والبحث العلمي عالميًا، من خلال إتاحة الفرصة أمام الزوار والباحثين للعيش في رحلة تمتد عبر 13.8 مليار عام من تاريخ الأرض والكون والحياة، عبر معارض وتجارب تفاعلية وأبحاث علمية رائدة، تجمع بين التاريخ والمعرفة والاكتشاف في مكان واحد، ويضم المتحف مجموعات نادرة من النيازك والأحفوريات العملاقة، ومشاهد مُعاد تخيّلها للعالم الطبيعي في أبوظبي، إلى جانب معارض تفاعلية وبرامج تعليمية تُعرّف الزوار بتاريخ الكون والتنوع البيولوجي، كما يحتضن المتحف مركزاً بحثياً متخصصاً في علوم الحفريات والأحياء والبيئة، إسهامًا في توسيع دائرة المعرفة والثقافة ودعم الجهود الدولية لحماية الطبيعة واستدامتها للأجيال القادمة.
متحف
جاء افتتاح المتحف بعد نحو شهر من افتتاح متحف في أكتوبر الماضي بعد عملية تطوير شاملة لترميم المبنى التاريخي حفاظًا على قيمته الثقافية والأثرية، ويُعد مشروع تطوير وترميم المتحف إعادة لتعريفه كمنارة للمعرفة والتواصل الإنساني، مع المحافظة على جذوره العريقة، ويشمل هذا التطوير الهوية المعمارية والمحتوى المتحفي، مستخدمًا أحدث التقنيات لتقديم قصة الثرية والممتدة عبر آلاف السنين، ويضم المتحف قطعًا أثرية يعود تاريخها إلى أكثر من 8,000 عام، ومجموعة من المقتنيات الثقافية التي تُسلط الضوء على عادات السكان وممارساتهم، إلى جانب معارض تستكشف الإرث الثقافي الغني للمنطقة حتى يومنا الحاضر.
إطلاق متحف دبي للفنون
كما شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في الشهر نفسه إعلان متحف دبي للفنون “DUMA” الذي تشيده مجموعة “الفطيم”، ليكون صرحًا معماريًا وثقافيًا يُضاف إلى الأيقونات الساحرة التي تميز المشهد الحضاري في إمارة دبي، ويُتوقع أن يشكل متحف دبي للفنون “DUMA” منصة عالمية للفنانين الناشئين والموهوبين ومصدر إلهام للزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يقدمه من تجارب فنية وإنسانية آسرة، تعزز الروابط الثقافية وتفتح آفاقًا جديدة للنمو الشخصي والتبادل المعرفي.
متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي”
وفي 17 أبريل الماضي، شهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، حفل افتتاح متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي” للفنون الرقمية، الذي يعرض تجارب فنية تفاعلية متنوعة، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى إثراء المشهد الثقافي والفني في المنطقة الثقافية في السعديات، وأكد خلال افتتاح المتحف أهمية هذا الصرح الثقافي والفني الجديد في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة رائدة لاحتضان مختلف أشكال الفنون المبتكرة، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الجهات والمؤسسات المعنية لإثراء المشهد الثقافي والفني والإبداعي على مستوى الإمارة، وأشار إلى أن افتتاح هذا المتحف يعكس الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لتعزيز الابتكار الثقافي، ودعم المعارف الفنية، ومواصلة ترسيخ مكانة الإمارة كملتقى للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري عبر الفن والثقافة، ويمتد متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي” على مساحة 17,000 متر مربع، وهو ثمرة تعاون بين المجموعة الفنية العالمية “تيم لاب” ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، حيث تعكس هذه التجربة الفنية الجهود المتواصلة للإمارة من أجل دعم الإبداع والابتكار الثقافي على المستوى العالمي، من خلال تقديم أعمال فنية تحويلية تدمج بين الفن والعلم والتكنولوجيا في مختلف الأشكال والأعمال الفنية، وقد تم تصميم متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي” لإطلاق العنان للخيال الفني لدى الزوار، حيث يتطور التصميم الفني لكل قطعة فنية من خلال التفاعل بين الضوء والصوت والحركة.
متحف زايد الوطني
أيضًا من المقرر أن يفتح متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات، أبوابه رسميًا غدًا في قلب المنطقة الثقافية في السعديات، ويأخذ المتحف زواره في رحلة تفاعلية لتعريفهم بالتاريخ العريق لدولة الإمارات، بدءًا من العصور القديمة وحتى يومنا الحاضر، وذلك من خلال الجمع بين التحف الأثرية والقطع التاريخية والتجارب السمعية والبصرية والحسية، إلى جانب أعمال فنية معاصرة تعكس روح الماضي والحاضر، ويحتفي المتحف بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويجسد قيمه الراسخة لتعزيز الموروث الثقافي والتعليم وترسيخ الهوية والانتماء، ويُجسد اهتمام الإمارات بالمتاحف حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على توثيق الإرث التاريخي للإمارات وحماية وصون الهوية الثقافية والتراث العريق والحفاظ عليهما ونقلهما إلى أجيال المستقبل.
إطلاق “دارة آل مكتوم”
على صعيد ذي صلة، شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، 26 أكتوبر الماضي حفل إطلاق “دارة آل مكتوم”، التي يشرف عليها المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتهدف الدارة إلى توثيق الإرث الحضاري المادي والشفاهي لحكام إمارة دبي والأسرة الحاكمة وحفظه للأجيال القادمة، وإنشاء أرشيف خاص بحكام دبي، وسيرهم الذاتية ومقتنياتهم وإسهاماتهم الأدبية والفكرية، وتوثيق دورهم التاريخي والقيادي في تحويل الإمارة إلى مركز حضاري واقتصادي عالمي حديث ومتطور، كما تهدف الدارة إلى تعميم ونشر الإرث الفكري الإنساني والحضاري لحكام الإمارة عبر مختلف الوسائل الإعلامية.
إدراج “الفاية” بقائمة اليونسكو
أيضًا سجّلت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازًا تاريخيًا جديدًا في مسيرتها لصون التراث الثقافي، بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47 في باريس يوليو الماضي، قرارًا جماعيًا بإدراج “الفاية” في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وحظيت “الفاية”، التي تقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، بهذا الاعتراف لما تتمتع به من “قيمة عالمية استثنائية”، كونها تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود لأكثر من 200 ألف عام، وباتت “الفاية” ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي المرموق، بعد إدراج مواقع الثقافية في عام 2011، ويؤكد إدراج ملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية” على مكانة الشارقة والإمارات كمهدٍ للتاريخ البشري المبكر، ويعزز من حضورها في سجل الحضارات الإنسانية العريقة، ويُسجّل لـ”الفاية” أنها الموقع الصحراوي الأول الذي يوثّق لحقبة العصر الحجري والمسجل في قائمة التراث العالمي، ما يجعل هذا الاعتراف علامة فارقة في فهم تطوّر الإنسان، إذ تشكّل الصحارى نحو 20% من المواطن البيئية على سطح الأرض، وتقع في مواقع محورية على خارطة استيطان الإنسان للكوكب، ويجسد استقرار الإنسان فيها فصلًا حاسمًا من فصول التاريخ البشري.
مجمع التواريخ
أيضًا ضمن الإنجازات الثقافية البارزة، أطلق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2025، الذي أقيمت خلال الفترة من 5 حتى 16 نوفمبر في مركز إكسبو الشارقة، أحدث إصداراته الموسوعة الوثائقية الضخمة “مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس أحداث في حوليات من عام 1622م إلى 1810م”، ويُعدّ هذا العمل مشروعًا علميًا متكاملاً يضم 33 مجلداً باللغة العربية ومثلها باللغة الإنجليزية ويضم 1473 وثيقة تاريخية من الأرشيفات الإنجليزية والهولندية والفرنسية والعثمانية، مما يجعله مرجعًا أساسيًا للباحثين في تاريخ المنطقة، أيضًا أعلن حاكم الشارقة خلال المعرض الانتهاء من المرحلة الأولى من “الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والإعلام”، مشيرًا إلى الهدف من ورائها إلى تعريف العلوم والآداب، وجميع الفروع العلمية المتعلقة باللغة العربية والعلوم الشرعية، والعلوم الإنسانية، وفيها عرض لتراجم وسير كل العلماء والفلاسفة، والأدباء والشعراء، واللغويين والمفسرين، والخلفاء والملوك وغيرهم، منذ نشأة تاريخ العرب، مرورًا بالحضارة الإسلامية وعلمائها وفلاسفتها وأعلامها الذين أغنوا المكتبة المعرفية الإنسانية، بشتى المصنفات والكتب، في مختلف المعارف والعلوم والآداب.


تعليقات